
الملتقى الدولي حول: أسئلة تحديث الفكر الديني في الفضاء الإسلامي
ملتقى دولي (حضوري/عن بعد) حول :
أسئلة تحديث الفكر الديني في الفضاء الإسلامي
سياقات التبلور وأدوات المقاربة
يومي 22و23 نوفمبر 2023
رئيس اللجنة العلمية: د.سباعي لخضر
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
ترسل المشاركة إلى البريد الالكتروني المرفق
*****************
ديباجة:
لا يكاد المستقرئ للمشهد الفكريّ العربيّ والإسلاميّ الممتدّ من جيل الإصلاح والإحياء أو التجديد في مطلع القرن التاسع عشر، إلى جيل دعاة الحداثة والتنوير أو الأنسنة من أصحاب المشاريع الفكرية المتعددة المشارب في القرن العشرين، ومطلع القرن الواحد والعشرين ،يُخطئ رصْد ذلك الإنشداد إلى منطقة الفكر الديني بمداخلَ ومقاربات ومنظورات مختلفة، ممّا يجعله يعتقد بأن هناك اتّفاق بين صنّاع هذا المشهد على أن علّة التخلّف الحضاريّ التي تعيشها المجتمعات العربيّة والإسلاميّة إن لم تكن تتأتّى بشكل مباشرٍ من داخل تلك المنطقة، فإن الحلّ ينبعث بالضرورة من داخلها عبر حلحلة التفكير الديني وتجديد الآليات المتوارثة في إنتاج المعرفة الدينية في حقولها المتعدّدة المعروفة(فقه، تفسير، كلام، حديث، أصول، تصوف...)، تلك الحلحلة التي يعوّل عليها في استنبات إنسان ومجتمع مسلم جديد، بقيّم وقناعات أكثر فعالية وإيجابية يستعيد بها حضوره في التاريخ.
في هذا الخضّم تبلورت في الفكر العربي والإسلامي (حديثه ومعاصره) دعوات إلى تجديد العلوم الدينية الإسلامية، أو بالأحرى إلى تحديث أدواتها الإيبستيمولوجية المنهجية بالشكل الذي يجعلها أكثر مواكبة واستيعاب لسيرورة الزمن والواقع الدائب الحركة، جاءت هذه الدعوات لتؤكّد بشكل أو بآخر أن العلوم الإسلامية الكلاسيكية بوصفها "تفكيرا في الدين"، وليس باعتبارها "هي الدين نفسه"، بلورت في سياقاتها التاريخية المتوالية معارف وتصوّرات واستجابات لم تعد في الزمن الحاضر تمتلكُ الفعالية الكافية في تأطير الإنسان والمجتمع، إن لم نقل أنها صارت ذات فعالية عكسية، الأمر الذي يستدعي على جهة الوجوب استئناف التفكير في الدين وتثوير بعض ما نشأ حوله من مذاهب ونظريات، لا سيّما وأن هذا المسعى يجد سنده في الحديث النبوي" إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدّد لها أمر دينها".
داخل هذا المشغل الحضاري والفكري نطرح للبحث والتفكير موضوع" أسئلة تحديث الفكر الديني في الفضاء الإسلامي...سياقات التبلور وأدوات المقاربة"، ابتغاء استدعاء السياقات التاريخية والاجتماعية والثقافية والسياسيّة التي تمّ فيها تشكّل وتدوين وترسيم المعارف الدينية الإسلامية، وكذا استرجاع المسارات البيداغوجية والتاريخية التي مرّت بها تلك المعارف قبل أن تبلغ عند بعض اللاحقين درجة من التنميط تحوّلت معها إلى سيّاجات عقائديّة تم تقديسها واتّخاذها ذرائع للتصدّي لكل محاولات التجديد، والقدح في كلّ من يفكّر خارج بُناها المعرفية والمنهجية. استدعاء تلك السياقات هو ضرورة منهجية ومعرفية تجد مسوّغها في مسلّمة مفادها أن "الفكر والعلم البشريين نتاجات وصنائع لها مشروطيتها التاريخية والاجتماعية"، الأمر الذي يستوجب الاعتقاد بنسبيّتها أمام كل محاولة للتقديس، وأنّ لكل عصر سقفه المعرفيّ الذي يتيح، بل يفرض تحديث مقولات النظر وتحيين أدوات الفهم والقراءة والتأويل بما يكفل الاستجابة للرهانات والتطلعات المستجدّة. طرح أسئلة تحديث الفكر الديني ـ بصيغة الجمع ـ تبتغي في هذا المقام استحضار مجموع المسائل والقضايا التي تُطرح في السياقات الإسلامية فتثير جدلا دينيا، أصوليا أو فقهيا أو كلاميا، قلّما ينتهي بالاعتراف المتبادل والتعايش وتفهّم اختلاف الرؤى وزوايا النظر بين المذاهب والطوائف الدينية ، نذكر في هذا الباب على سبيل التمثيل: المسائل المتعلقة بالاقتصاد والتجارة والثروة والاعمال، وما يرتبط بها كالمعاملات البنكية والأرباح والقروض وغيرها، وكذا المسائل ذات الصلة بالعدل وآليات ممارسة السلطة وانتقالها والتصدي للاستبداد، دون أن نغفل المسائل المتعلقة بالمرأة، حريتها، حجابها، زواجها، ومشاركتها في العمل السياسي، وتوليها القضاء، وحصتها في الميراث.... تلتقي هذه الأسئلة كلها في السؤال التالي: ما هو الثابت والمتحوّل في موروثنا الديني حول هذه المسائل وغيرها؟، وكيف يتسنى لمجتمعات الزمن الحاضر أن تدبّر هذه الأسئلة في سياقات عالم مختلف عن العصر الإسلامي الوسيط الذي التأم فيه موروثنا الديني في شقّيه: الفقهيّ والعقديّ؟ كيف يَحصل تدبير هذه الأسئلة بالجرأة الكافية، وبالمسؤولية الدينية والأخلاقيّة الضروريّة في ظلّ ممانعة بعض التيارات الدينية المتزمتة المدعومة أحيانا بمؤسسات دينيّة عتيقة، وبمخيالٍ اجتماعيّ رمزيّ سريع التجييش والاستمالة يرى في دعوات التجديد والتحديث الديني مروقا وزندقة وتدنيسا للمقدس؟. بينما يصرّ سدنة تحديث الفكر الديني على أن هدفهم ليس هدْم الدين ولا تقويض دوره في حياة المجتمعات والأفراد، وإنما هو استرداد كرامة الإنسان المهدورة في خطابات دينية منغلقة متحجّرة تدير ظهرها للمقاصد الجوهرية للدين. ما فتئ هؤلاء الدعاة الجدد يؤكّدون أن فلسفتهم في الدين والمعرفة الدينية تستهدف بالأساس استرجاع إنسانية الأديان ووظائفها الأنطولوجية الأصلية، وتخليص البشر من القلق الوجودي والاغتراب والإحباط واليأس.
الإشكالية:بناءً على ما تقدم نتساءل: ما هي البدائل التي يطرحها رواد الدرس الحداثي في مقارباتهم للدين والمعرفة الدينية؟، ما مدى الصلوحية الإيبستيمولوجية والمنهجية التي يدّعيها هؤلاء لأدواتهم المنهجية والتأويلية المستعارة من العلوم الإنسانية والاجتماعية الغربية المعاصرة؟، كعلوم النفس والاجتماع والانتروبولوجيا والتاريخ في فروعها المختلفة، وفلسفة الدين، وتاريخ ومقارنة الأديان، الهيرمنوطيقا، النقد الأدبي ...إلخ؟، كيف يمكن اختبار هذه الصلوحية في إنجاز قراءة أخرى لتاريخ العلوم الإسلامية والمعارف المرتبطة بها، قراءة تنأى بنفسها عن التوجيهات الإيديولوجية القيمية القبلية المضمرة والمعلنة؟.
ماهي إمكانات استيعاب نقدي هادئ من طرف التيارات الدينية المحافظة للمنجز المنهجي للعلوم الإنسانية والاجتماعية المعاصرة في مقاربة الشأن الديني؟ .كيف يمكن إزالة الجدران السميكة القائمة في أغلب الجامعات العربية والإسلامية بين كليات أصول الدين والشريعة من جهة، وكليّات العلوم الإنسانية والاجتماعية من جهة أخرى؟، متى يدرك الباحثون في الضفتين أن المعرفة العلمية من جهة الأسس والمبادئ والمقولات المنهجية كلّ لا يقبل التجزئة؟، متى تزول هذه العقبات لتسمح بكنس الأوهام المستقرة في قاع كثير من العقول من أجل تمهيد الطريق لانبثاق عقل إسلامي معاصر يمتلك الثقة والقدرة على مواجهة الواقع وابداع الحلول المناسبة لمختلف المشكلات؟. ماهي الرهانات الحضارية والسياسية والاجتماعية والتربوية لأسئلة تحديث الفكر الديني في فضاءاتنا العربية الإسلامية؟.
المحـــــاور:
المحور الأول: السياقات التاريخية لنشأة العلوم الإسلامية وتدوينها.
المحور الثاني: السياقات التاريخية والحضارية للدعوة إلى التحديث الديني.
المحور الثالث: مشاريع التجديد الديني في عصر النهضة.
المحور الرابع: المشاريع الحداثية في نقد الفكر الديني ومرجعياتها المختلفة.
المحور الخامس: تجارب تجديد العلوم الدينية (علم الكلام – التفسير – الفقه، التصوف.....)
المحور السادس: عقبات تحديث الفكر الديني في الفضاء الإسلامي.
المحور السابع: الرهانات الحضارية والسياسية والاجتماعية والتربوية لأسئلة تحديث الفكر الديني في فضاءاتنا العربية الإسلامية.
ملاحظة: يمكن المشاركة خارج المحاور المقترحة شريطة الالتزام بالسياق العام لإشكالية البحث.
أهداف الملتقى:
-تأكيد دور الفلسفة في مقاربة المشاغل الحضارية للمجتمعات العربية والإسلامية المعاصرة.
- الإسهام في إثراء النقاش بين مختلف الأطروحات المنجزة في المشهد الفكري العربي المعاصر حول تحقيق النهضة والحداثة.
- تفعيل المقاربة التكاملية للإشكاليات المتعلقة بتحديث المعرفة الدينية.
- تجسير الهوة بين الباحثين في إشكاليات الحضارة العربية الإسلامية، والتأكيد على ضرورة التكامل المعرفي بين الآليات التراثية والمقاربات الحداثية.
- ترسيخ أخلاقيات الحوار والنقد بين الأطروحات المختلفة حول الأسئلة الحضارية الملحة في المجتمعات العربية والإسلامية المعاصرة.
- التحسيس بالمسؤولية الأخلاقية والدينية لأهل الفكر والذكر في الاستجابة للهموم الحضارية للمسلم المعاصر.
شروط المشاركة:
يشترط قبول البحوث في الملتقى:
-
- يجب أن يكون البحث متعلقا بأحد محاور الملتقى، على أن يكون للجنة العلمية للملتقى سلطة التقدير في قبول أو رفض البحوث التي يلتبس موضعتها ضمن المحاور المعلنة.
- يجب أن يتسم البحث بالجدة والأصالة، ومستوفيا لشروط وقواعد البحث العلمي.
- يجب ألا يكون البحث مستلا من أطروحة أو تم عرضه أو برمجته في فعالية علمية، أو تم نشره أو تقديمه للنشر في كتاب أو في مجلة علمية ورقية أو إلكترونية.
- يتم إرسال الملخصات وفق قالب الاستمارة المرفقة بالإعلان عن هذا الملتقى.
- يجب أن تكون المشاركات فردية.
- المشاركات تكون نصا أوعرضا بإحدى اللغات: العربية أو الإنجليزية، أوالفرنسية.
- يجب أن يتضمن الملخص الفكرة الأساسية للمداخلة وأهميتها وهيكل معالجتها ـ ولا يقل عن 350 كلمة ولا يتجاوز 650 كلمة).
- بعد تلقي رأي اللجنة العلمية بقبول الملخص يُطلب إرسال المداخلة كاملة وفق المقاييس التقنية التي ترفق بخطاب القبول.
- لا تقبل الملخصات أو المداخلات التي ترسل خارج الآجال المعلن عنها.
- المداخلات المقبولة في هذا الملتقى لا ينبغي تقديمها للنشر إلاّ بإذن كتابي تصدره اللجنة العلمية.
معلومات هامة:
آخر أجل للاستلام إستمارة المشاركة 30 جانفي 2023
الرد على طلب المشاركة 01-10 فيفري 2023
آخر أجل لارسال المداخلة 30 مارس 2023