
أيام المدينة: المدينة الجزائرية الشباب بين المركز والهامش
الملتقى الوطني الأول : المدينة الجزائرية الشباب بين المركز والهامش
الديباجة:
ارتبط الهامش والمركز للدلالة على درجة الرابط الاجتماعي من حيث الشدة والفتور، فهما يشكلا علاقة تناقض من حيث الشكل والمضمون، ويكون الهامش دائمًا في صراع، وفي تنافس، من أجل اتبات وجوده في ظل الوسم الذي يماما يطلق عليه بالصالح العام.
هذه الثنائية بهذه الحدة التي تكون مرئية وغير مرئية ، تسمح لنا كمشتغلين في الدراسات الحضرية بإعادة التفكير واستطلاع في تبات ودينامية المدينة من خلال الهامش والمركز ببعده الجغرافي، وقاطنيه من شباب الذي يشكل رأسماله البشري من حيث أصولهم الاجتماعية، والمهنية، والاقتصادية والمعرفية، وطبيعة اليومي الذي يعيشونه في المدينة بمركزها وهامشها : نرى هذا بجعل موضوع الملتقى: «المدينة والشباب بين المركز والهامش». فما هو المحتوى الذي يمكننا إعطاؤه لكلٍّ من المتغيّرات التي يتكوّن منها العنوان؟
أولًا، المدينة… سنستند هنا إلى تعريف (من بين عشرات التعريفات المتاحة لدينا) ذلك الذي يلخّصه تيري باكو على النحو التالي: «المدينة هي ذلك المزيج السعيد من الحضرية، والتنوع، والغيرية» (Paquot, 2010). وذلك لأن هذا التعريف يحتوي على العناصر التي تتيح إمكانية التأسيس لموضوع ملتقانا هذا. الحضرية:تُعد الحضرية إحدى السمات المميّزة لنمط العيش داخل المدينة. ويُقصد بها مجموع الخصائص الاجتماعية والثقافية التي تميّز الحياة الحضرية، حيث يُعتبر كلّ من يقيم في المدينة لمدة زمنية معينة حاملًا لهذه الصفة، بحكم ممارسته المستمرة للفضاء الحضري.
التنوع:وهو من أبرز مميّزات الفضاء الحضري، ويتمثّل في تعدّد الثقافات، واختلاف أنماط وأساليب العيش داخل المدينة، من حيث العادات، وأنماط الاستهلاك، وأشكال التعبير الاجتماعي، وطرائق تملّك المجال. هذا التنوع في رؤى العالم يقودنا إلى النقطة الثالثة.
الغيرية:تشكّل الغيرية بُعدًا أساسيًا في التجربة الحضرية، إذ تحيل إلى حضور "الآخر"المختلف ثقافيًا أو اجتماعيًا أو اقتصاديًا. ويقتضي العيش في المدينة التفاعل مع هذا الآخر، مما يفتح المجال أمام التعايش أو المواجهة، ويؤسّس لتجربة حضرية تقوم على التنوع والاختلاف.
وعلى ضوء هذه المفاهيم الحضرية، والتنوع، والغيرية، يمكننا قراءة الفضاء الحضري من الهامش إلى المركز، أو بالعكس. فالحياة الحضرية ليست متجانسة، بل تختلف باختلاف الموقع داخل المدينة، من الفضاءات المركزية حيث يتكثّف الرأسمال الرمزي، إلى الفضاءات الهامشية التي قد تعكس أنماطًا حضرية مغايرة، مرورًا بفضاءات وسيطة تجمع بين الخصائص المركزية والهامشية.
"الشباب مجرّد كلمة"، عبارة عنوَن بها بيار بورديو مقالًا نُشر سنة 1984، في محاولة نقد لفكرة "الشباب"كفئة طبيعية وعالمية، إذ يعتبرها بناءً اجتماعيًا يختلف حسب العصور والطبقات الاجتماعية.
فالإلمام، حسب رأي بورديو، بواقع هذه الفئة مرهونٌ باستطلاع التصوّرات التي تعتمد بشكل كبير في تشكّلها على الظروف المادية والرمزية. من هم شباب المدينة؟ ما هو واقعهم؟ ما الرهانات التي يواجهونها؟ وما الاستراتيجيات التي يعتمدونها لإثبات وجودهم كفاعلين أساسيين في البيئة الحضرية؟
إذا كان عبد القادر لقجع يعرّف شباب أحياء الضواحي (الهامشية) على أنّها فئة اجتماعية ترفض مؤسّسات الدولة الحديثة (مثل المدرسة والعمل الرسمي)، ملتفّة في الوقت ذاته على المؤسّسات التقليدية (كالأسرة والدين)، فهو بذلك يجسّد ما يسميه بـ"الفوضى المجتمعية"التي تنبثق منها روابط اجتماعية جديدة (Lakjaa, 2014). بالنسبة لهؤلاء الشباب، "الهامشية [كنمط عيش] التي يتم تبنّيها بحرّية [...] تكشف عن مجتمع في طور التشكّل، فتصبح فيه الأسرة والدين بمثابة مراكز خفيّة." (Lakjaa, 2014).
هذا إذا كان الأمر يتعلّق بأحياء الضواحي الهامشية، فماذا عن الشباب الذين يشغلون الفضاءات الأخرى؟ الفضاءات المشكلة للمراكز التاريخية للمدن، برمزيتها وديناميتها الاجتماعية والاقتصادية؟ الفضاءات البينية؟ إلخ.
وعليه، نعتقد أن العلاقة بين الهامش والمركز لا تختزل في تقابل مكاني أو ثنائي بسيط، بل إنها علاقة مركّبة، تتّسم بالتوتر والتفاوض الدائم، اتجاه مؤسسات التنشئة المجتمعية ، اتجاه ما هو رسمي وغير رسمي، لتشكل معالم هويتها وتعيد إنتاجها عبر السياقات المحددة والمواقف المطلوبة.
كيف يمكن سوسيولوجيًا مساءلة المدينة كتجربة معيشة، والشباب كفئة اجتماعية مفاوضة للعيش اليومي، بإنتاج ممارسات ومواقف حاملة لمعاني رمزية ومادية، والمركز والهامش كأشكال لبناء معالم الهوية، وكمعادلة لضبط توزيع السلطة والثروة؟ أسئلة نأمل أن يثيرها هذا الملتقى، لا من أجل تقديم إجابات جاهزة، بل من أجل فتح ورشات جديدة للتفكيرمن خلال السبل (المحاور) التالية :
محاور الملتقى:
- المدينة وثنائية الهامش والمركز .
- شباب المدينة وبناء الهويات: الإنذماج الاجتماعي والعنف.
- شباب المدينة والرهان البيئي.
البيبليوغرافيا :
شروط وضوابط المشاركة:
يرسل ملخص بحث لا يقل عن 200 كلمة ويستعرض الملخص أهمية البحث وأهدافه والاشكالية وفق الميزات التالية:
- أن يكون العنوان ضمن المحاور المطروحة
- أن يكون البحث وفق المعايير العلمية المتعارف عليها
- الا يقل عن 200 كلمة ولا يزيد عن 300 كلمة
- أن يكتب العنوان أعلى الملخص بشكل واضح
- أن يتم تدوين اسم الباحث أو الباحثين أعلى الملخص مع المؤسسة التي ينتسب اليها
- أن يتم كتابة معلومات التواصل (الايميل ورقم الهاتف)
تقوم اللجنة العلمية بمراجعة الملخصات أول وصولها وتُعلم أصحاب الملخصات المقبولة بذلك، وتدعوهم لانجاز بحوثهم للمشاركة في الملتقى وفق الشروط التالية:
- أن تكون المادة المرسلة جديدة ولم يسبق نشرها أو المشاركة بها في أي تظاهرة علمية وألا يكون جزء من مذكرات أو رسائل أو أطروحات دكتوراه.
- إعطاء الأولوية للبحوث التطبيقية والميدانية
- تقبل البحوث الفردية والثنائية
- يصاغ البحث بأحد اللغات: العربية، الإنجليزية والفرنسية مع ملخص باللغة الإنجليزية الا يتجاوز حجم البحث 25 صفحة بما في ذلك المراجع والجداول والرسوم والأشكال. والا يقل عن ثمان صفحات بملف وورد هامش الصفحة (2سم من جميع الجهات) والمسافة بين السطور 1. نوع الخط في اللغة العربية Simplified Arabic قياس 14، أما نوع الخط اللاتيني Times New Roman قياس 12. مع اعتماد نظام APA في التوثيق والاقتباس.
- يحتوي ملخص المشاركة على استمارة تتضمن المعلومات التالية: اسم ولقب الباحث، الرتبة العلمية، مؤسسة الانتساب، البريد الالكتروني، رقم الهاتف، محور المشاركة، عنوان المشارك.
مواعيد هامة :
- 01 جويلية 2025 آخر أجل لإرسال الملخص.
- 15- 20 جويلية 2025 الرد علي الملخصات.
- 05 سبتمبر 2025 آخر أجل لإرسال المداخلات كاملة.
ترسل ملخصات الأبحاث على الايميل التالي: Cette adresse e-mail est protégée contre les robots spammeurs. Vous devez activer le JavaScript pour la visualiser.
رابط التسجيل
⇓
https://forms.gle/jUjnhrjGK6ZwLdbq6
⇓
- Détails
- Écrit par مسير الموقع
- Création : 7 mai 2025