إضغط  ^_⇓ لتحميل المقال 

حضور أبي حامد الغزالي في كتابات البخاري حمانة

أو الدعوة إلى علم نفس إسلامي عربي

أ.د.حموم لخضر، شعبة الفلسفة، جامعة مستغانم

يعتبرالدكتور البخاري حمانة "أبو حامد الغزالي "علامة فارقة و قامة فارعة الطول في تاريخ الفكر الاسلامي مازالت تلقي بضلالها إلى اليوم ، لقد أصبح هذا الأمر حقيقة مؤكدة لدى مؤيديه وكذا معارضيه على حد سواء .

الأستاذ البخاري حمانة يعتبر من أوائل الأكاديميين الذين اهتموا بعلم النفس و عربوه و أدخلوا الدراسات النفسية الى العالم العربي و ذلك من خلال الاهتمام بالغزالي الذي يعتبره البخاري قد سبق الكثير من علماء النفس في الانتباه إلى هذا الحقل، و هو يجهد في تبيان أن الافكار و الحقائق التي توصل إليها الغزالي لا تطابق حقائق عصره فحسب ،بل و تتماهى مع حقائق الحقبة الحديثة والمعاصرة.

و عليه يسعى أستاذنا البخاري حمانة إلى محو آثار هذا التضليل المُمنهج بالتأصيل لهذا الفرع المعرفي الحديث في التراث الاسلامي من خلال التطرق لأعمال الغزالي ، وهو يؤلف لهذا الغرض كتابين في هذا الاطار^([2])، و العديد من المقالات والدراسات .          

يزيد البخاري في أن الغزالي قد سبقهم" في أكثر من جانب قد تكون بالنسبة إليهم ضربا من التعصب و المغالاة  تحميلا للأشياء أكثر مما تتحمل "^([1]) . و هو في كل هذا يحاول الرد على الافكار المُسبقة و المُشوهة للتراث الاسلامي التي تعود خاصة إلى المستشرقين ، مع التأكيد طبعا على شح الدراسات العربية التي تطرقت لهذا الحقل ،الأمر الذي يفسر إهمال علماء و مؤرخي علم النفس الحديث لدور وجهود المسلمين في هذا السياق ، تماما كما هو الحال مع الدارسات الفلسفية ؛ذلك من خلال التحقيب التاريخي بالبدء في تاريخ علم النفس بالمرحلة اليونانية مرورا بالعصور الوسطى وصولا إلى النهضة الغربية دون الاشارة إلى جهود للمسلمين و العرب .سيكون لهذا التجاوز و الإهمال أثرا سلبيا غائرا في مخيال الاجيال المتأخرة من المسلمين و التي للأسف تبنت هذه الافكار المجحفة طوعا أو كرها .

[1] -البخاري جمانة : الإدراك الحسي عند الغزالي . دراسة نفسية مقارنة ، مخبر الابعاد القيمية للتحولات الفكرية و السياسية بالجزائر ،دار القدس العربي للنشر و التوزيع، وهران ، ط 2 ، 2013 ، ص 05 .

[2] - "الإدراك الحسي عند الغزالي" .ديوان المطبوعات الجامعية OPU الجزائر 1986.

     "التعلّم عند الغزالي" . المؤسسة الوطنية للنشر و التوزيع ENAL الجزائر 1986.