
الدين والسياسة في فلسفة باروخ سبينوزا
المؤلف : د.بن زينب شريف
المؤسسة: جامعة المدية
للإتصال بالمؤلف : عنوان البريد الإلكترونيعنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
مخبر البحث :الأنساق، البنيات النماذج والممارسات، جامعة وهران2
مولج:
إن كتابة بحث فلسفي أو القيام بدراسة ما حول أي موضوع، معناه اختزال تلك الرؤى والمفاهيم التي يتمحور حولها والإلمام بجوانبه المعرفية، ومن الصعب أن تكون دراسة أي موضوع بالأمر الهين، خاصة إذا كان هذا الموضوع المتداخل المفاهيم تتجاذبه في ما بينها مفاهيم مثل السياسة والأخلاق، والأمر الأصعب في الدراسة هو صاحب الموضوع المراد دراسته، الذي أثار في نفوس معاصريه التوجس والريبة منه. هذا ما حدث مع فيلسوفنا سبينوزا(1632-1677) Baruch Spinoza الذي كان بمثابة الدخيل الواجب الحذر منه، فاليهود نبذوه وناصبوه العداء لأنه تطاول في نظرهم على نصوص العهد القديم رافعا عنها كل قدسية، مخضعا إياها للنقد كغيرها من النصوص الوضعية، كما أنه رفض الكثير منها وحكم عليها أنها نصوص مزورة ومغلوطة. أما المجتمع المسيحي فنظر إليه بعين الريبة والحذر المصحوب بالتحذير منه لأنه دعا إلى وحدة الوجود ونفى ضمنيا أفكار الكنيسة. وهذه المواقف اتجاه سبينوزا كانت دليل على الخوف الشديد من ثورته ضد الوضع المعاش والخضوع للسلطة الكهنوتية التي غَذَّت ذهن الفرد بالخزعبلات، كما عمل على فهم عمق العلاقات الإنسانية التي تحكم الأفراد في المجتمع الواحد، ومحاولة فهم ما هو أخلاقي وما هو سياسي، وإبراز الدين كمحرك للفرد مع ذاته ومع غيره من بني البشر.
لهذا كان كتابه « رسالة في اللاهوت والسياسة » Traité théologico-politique محاولة جادة لتوضيح العلاقة الترابطية بين ما هو ديني وما هو سياسي ومكانة الفرد بينهما، ومتى تكون الممارسة الدينية في خدمة السلطة الحاكمة ومتى تكون تهدد وجود هذه السلطة.
يعتبر سبينوزا من بين أهم التنويريين الذين وجهوا نقدهم للدين عامة والممارسة الدينية خاصة، وهذا بالرغم من تكوينه الديني، فكانت نصوص العهد القديم الأكثر عرضة للنقد السبينوزي؛ حيث طرح العديد من الاستشكالات حول هذه النصوص، من التساؤل عن مصدرها، إلى تاريخية تكوينها وتدوينها؟ والحقائق المنثورة بين ثنايا نصوص العهد القديم والجديد على حد سواء، وهل كانت بحق نصوص أصلية لم تشبها شائبة؟ وهل نصوص العهد القديم كفيلة بضبط العلاقات الاجتماعية وتنظيم الحياة المدينة، والعلاقة بين الفرد وغيره و الفرد السلطة الحاكمة؟ وهل هي صالحة لغير اليهود؟ وهل تمثل بحق القيم الأخلاقية الصالحة لكل شعب في كل زمان و مكان؟
هذه التساؤلات تركت في نفس سبينوزا الأثر العميق، حيث كانت كالبركان الذي لابد أن يُخرج حممه لتكون إما ذات نفع وخصوبة على البعض أو تكون دمار على البعض الأخر. هذا ما جعله يقول لأبيه ذات يوم: « عندما أشُب سأجد وسيلة أضع بها حداً لكره الناس لبعضهم البعض »[1].
حياة باروخ سبينوزاBaruch Spinoza :
باروخ سبينوزا barouch spinoza من مواليد 24 نوفمبر 1632بامستردام[2] ، من أسرة يهودية هاجر أسلافها من البرتغال بعدما أطالتها يد الآلة القمعية لمحاكم التفتيش التي أنشأتها الملك فاردينناد للمسلمين وغير وغيرهم من الأديان بعد سقوط الأندلس حاضرة العلم والحضارة. هاجرت طائفة الماران[3]، التي تنتمي إليها أسرة سبينوزا إلى هولندا التي كانت تمثل ملاذاً للمضطهدين ورمزاً للحرية والتسامح بشتى أشكاله: ديني وعرقي. وكلمة باروخ لفظ عبري يعني بالعربية المبارك[4]. كان أبوه تاجراً ناجحاً وذو سعة من المال، توسم في ابنه الخير لبني جلدته ولطائفته. كان سبينوزا ذو نباهة وفطنة وشغف للمعرفة والاطلاع على العلوم الإنسانية وعلوم سابقيه، ميزة قلَّة ما تكون عند أترابه. دفع به أبوه إلى علماء اليهود لينهل من علمهم وتعلم تعاليم الدين اليهودي، كما اطَّلع على النص التوراتي وعلى شروحات ابن ميمون وابن عزرا، و حسداي بن شبروت، كما اطَّلع على فلسفة ابن جبريل الصوفية وفلسفة بن موسى القرطبي الأندلسي [5]. أثارته فكرة وحدة الله والكون عند بن موسى الأندلسي، وفكرة الكون المادي هو جسم الله عند حسداي و أبحاث ابن ميمون حول فكرة الخلود عند ابد رشد التي لا تتعلق بخصوص الأشياء والأشخاص. كانت هذه التصانيف والمؤلفات كفيلة ببعث الشك والريبة في نفس سبينوزا المتَّقدة اللاهثة وراء المعرفة والإطلاع، فما كان عليه إلا أن يتجه إلى أباء الكنيسة وما كتبوه حول الله والكون والوجود لعله يشفي غليله المعرفي؛ فتتلمذ على يد أستاذه فان دي اندي الذي علمه بالإضافة إلى اللاتينية العلم الجديد خاصة أعمال "كوبرنيكوس" و"جاليليو" و"كابر" و"هرفي" و "هويجنز" و "ديكارت"[6]، هذا الأخير الذي سيكون له الأثر البليغ في التكوين الفلسفي والمنهجي لسبينوزا. كما تأثر بفكرة وحدة الوجود عند جوردانو برونو، وبسبب آرائه الفلسفية حول الله والكون والوجود أُتهم بالهرطقة والزندقة أين وقف أمام محكمة علماء اليهود سنه 1656 بتهمة أن العالم ما هو إلا جسد لله ولا يذكر لنا التاريخ الرد الذي رد به سبينوزا [7]. وكان الذي وقف وراء هذه الدعوى القضائية هي أخته غير الشقيقة التي لفقت له هذه التهمة ورفع الدعوى من أجل حرمانه من ميراث أبيه، ولكن العدالة أنصفته في قضية الميراث، فضرب مثالا رائعاً في القيم الإنسانية التي كثيرا ما تغنى بها، وهذا بتنازله عن نصيبه لها حتى يثبت لهم جميعا أن ما كان يدعو له من مساواة وعدل وإخاء بين الناس ليس مجرد أقاويل بل قول وعمل. كانت حرفة صقل العدسات، مهنته التي يقتات بها، حيث تعلمها لما كان تلميذ في معابد اليهود الذين كانوا يقولون لابد لعالم الدين أن يتعلم حرفة يدوية كحرف الأنبياء من قبل. وبسبب آرائه الجريئة حول الله والنبوة والوجود حكمت عليه المحكمة بالكفر والنفي من جماعة اليهود بعدما عُرض عليه من مال ما يجعله يتراجع عن مواقفه وآرائه، ولكن إيمانه بعقله الهبة الإلهية التي تنير طريق كل فرد وتمسكه بما تعلمه ومن مبادئ جعله يرفض كلية هذا العرض ويقبل بالنفي والتغريب عن جماعته مؤثراً لحريته الفكرية بدل العبودية تحت رحمة الأحبار الذين لا يستهويهم إلا تبجيل الناس لهم والخضوع المطلق لأفكارهم التي تُعارض ما جاء به الأنبياء وما يوافق العقل.
وبسبب هذا الحكم القاسي ظل وحيداً كئيباً يمقت علماء الدين ويصفهم بالجهل والحمق ويقول عنهم في كتابه "الأخلاق":« إن هؤلاء المفكرين الذين يميلون إلى البحث في أسباب المعجزات لكي يتفهموا جوانب الطبيعة والذين لا يرضون لأنفسهم أن يحدقوا فيها مدهوشين كما يفعل المغفلون، أقول إن هؤلاء سرعان ما يعتبرون ملاحدة فجرة على حين أن من يحكم عليهم بهذا هم أولئك الذين يمجدونهم الدهماء على أنهم شراح للطبيعة والآلهة. وإنهم ليعلمون أنه إذا ما انمحت ظلمات الجهالة زالت على الفور تلك الدهشة كما يعلمون أنها الوسيلة الوحيدة للاحتفاظ بسلطانهم »[8]. ولم تقتصر هذه الطّغمة من الأحبار عند هذا بل أَلَّبت عليه العامة حتى تقدم منه ذات يوم غرٌ يهودي وحاول طعنه مسببا له جرح كاد أن يودي بحياته، فما كان على سبينوزا إلا أن يفر بجلده وحياته. في هذا الجو المشحون بالكراهية والنظرة الإزدرائية تأكد أنه لا مقام له مع هؤلاء ولا سبيل له إلا شد رحاله إلى مدينة الحرية والتسامح في تلك الحقبة" أمستردام "، وعند وصوله إليها قام بتغير اسمه من باروخ إلى بندكت Benedect " وهي تعني المبارك باللاتينية ؛ وكأنه بهذا التغير للفظ اسمه مع إبقائه لنفس المعنى المبارك كأنه يلح ويصر على أنه سيكون مباركا لبني جلدته قاطبة، من خلا ل الرفع عنهم الأغلال والقيود الخرافية التي أوقعوهم فيها علماء اليهود تطهير عقولهم من كل الترهات والخرافات التي تهوي بهم في جُب العَيِّ السحيق. وبأخلاقه العالية وبساطته جعلته محبوباً لسكان البيت الذي استأجره كما أحبه صاحب البيت واتخذه صديقا له، وعندما ارتحل صاحب المسكن إلى مدينة " ليدن Leyden " رافقه سبينوزا وكان كثير الانزواء في غرفته يطيل النظر والتفكير والتأليف وبين الفينة والأخرى يسامر ساكني البيت. كان قانعاً راضياً بالقليل من العيش والخشن من الثياب وفي سنة 1665 انتقل إلى ضواحي مدينة لاهاي وبقي بها خمس سنين، وفي عام 1677 طويت آخر صفحة من حياته، حيث مات متأثراً بمرض السل الذي ورثه عن أبيه واستفحل أكثر بسبب صقل العدسات.
مؤلفات سبينوزا:
بالرغم من أن عمر باروخ سبينوزا كان قصيراً حيث لم يتجاوز الخامسة والأربعين إلا أنه ترك لنا مؤلفات أقل ما يقال عنها أنها من أروع ما ألف في تلك الحقبة وخيرا دليل على ذلك، الدراسات التي لا تزال تستلهم منها الكثير، وقد كانت الفلسفة السبينوزية مشخصة للحالة المزرية التي وصل إليها المجتمع الأوروبي من صراعات وحروب باسم الله والدين، فسلبت الإنسان إنسانيته وأصبح للحيوان أقرب منه لمفهوم الفرد الإنساني. كانت مؤلفات سبينوزا لا تخرج عن محاولة تشخيص الداء ووصف الدواء الناجع. في سنة 1660 كتب كتابه « في مبادئ فلسفة ديكارت مبرهنة على الطريقة الهندسية » وفي سنة 1662 ألف رسالة « في إصلاح العقل »كانت بمثابة مقدمة في المنهج وقيمة المعرفة تركت هذه الرسالة ناقصة ونشرت كما هي بعد موته[9] ، بعد ذلك اتبعه بكتابه « الأخــلاق » وكتاب « رسالة في اللاهوت والسياسة » سنة 1670 حيث تناول فيه نصوص العهد القديم ممثلة في التوراة من خلا نصوصها التي أكد على مخالفتها للعقل وأن معظم هذه النصوص هي من وضع علماء اليهود، كما أن هذه النصوص مبنية على الغموض والمجاز والاستعارة وهذا الغموض متعمد من طرف كتبة التوراة لاعتقادهم أن الله يحبذه. وسبينوزا كانت جل كتابته باللاتينية أكثر من العبرية. وبالرغم من أن هولندا كانت موطن التسامح والحريات إلا أن السلطة الكنسوتية وضعت حدوداً حمراء لا يسمح بتجاوزها مهما كان، مما جعل سبينوزا يخاف على حياته من خلال الآراء التي احتواه مؤلفه "رسالة الأخلاق"، ولم ينشر في حياته إلا كتابه « في مبادئ فلسفة ديكارت مبرهنة على الطريقة الهندسية » سنة 1663 و« رسالة في اللاهوت والسياسة ». وفي عام 1677 صدرت أعماله مطبوعة بعد وفاته وهي كتاب الأخلاق، إصلاح العقل، رسالة في السياسة ومراسلات ذات شأن، إلا أن هذه المؤلفات دخلها التهذيب والتشذيب على أيدي أصحابه.[10]
مصادر فلسفة سبينوزا:
من المعلوم أن أي نتاج فلسفي أو فكري لابد أن يكون وليد إرهاصات ومرجعيات فكرية تبلوره وتدفع به نحو الاستمرارية، هذا ما لم يشذ عنه سبينوزا. كما سبق وأن ذكرنا أن سبينوزا تتلمذ على يد علماء اليهود في صباه مما جعله أهلا للاطلاع على القبالة وهي مذهب يقول بقبول التراث وهي مذهب باطني يهودي يقر بالتأويل للنص الديني لا يطلع عليه إلا من بلغ مبلغاً من العلم يؤهله لتفسير وتأويل النص الديني ويفهم باطنه الخفي، ومن تعاليمها كذلك سرية التعاليم وإمكانية فك ما احتوت عليه التوراة من رموز، والقول كذلك بإله يتجلى إدراكه لذاته في صدور الموجودات عنه على مراتب متعاقبة. إحصاء الأرواح المدبِّرة للكون وهي التي يستطيع الإنسان بواسطتها أن يسيطر على قوى الطبيعة. رمزية الأعداد والحروف. نظرية المطابقة بين العوالم المختلفة. ومن أهم أسسها أن الإنسان هو العالم الأصغر وهو صورة مطابقة للعالم الأكبر.[11]
ولكن المرجعية الأساسية التي نلمسها في فلسفة سبينوزا والتي كان لها الأثر الكبير هي الفلسفة الديكارتية وخصوصاً منهجه العقلاني في دراسة النص الديني ويظهر هذا جلياً في تطبيقه لنظرية انكسار الأشعة على نص من التوراة « يا شمس قفي على جدعون، ويا قمر على وادي ايالون فوقفت الشمس وثبت القمر، إلى أن انتقمت الأمة من أعدائها »، حيث يتساءل سبينوزا: هل نحن ملزمون بأن نعتقد أن يوشع الجندي كان ضليعاً في علم الفلك. هل نحن ملزمون بأن نعتقد باستحالة كشف التنبؤات له أو بقاء ضوء الشمس في الأفق أكثر من المعتاد دون أن يعلم يوشع علة هذه الظاهرة ؟[12]. هذا المقطع وارد في سفر النبي يوشع. وهو يناقض العقل وقوانين الطبيعة والفيزياء. فكيف فسره شخص عقلاني محض مثل سبينوزا؟ قال بأن النبي يوشع لم يكن يعرف علم الفلك الحديث لأن هذا العلم لم يكن قد وجد بعد. وبالتالي فتوهم أن الله أوقف الشمس فعلاً بطريقة خارقة للعادة. ولذلك فإنه جهل السبب الحقيقي لاستطالة النهار وتأخر الليل. فالواقع أن كمية الصقيع كانت كبيرة في تلك اللحظة في الهواء، فحصل انعكاس استثنائي لأشعة الضوء، وتوهم الناظرون أن الشمس توقفت في السماء ولم تعد تتحرك. والمنهج العقلاني الديكارتي يتجلى بوضوح في مبحث النبوة الفصل الثاني من رسالته؛ حيث يفحص سبينوزا نصوص العهد القديم ويتوصل إلى أن غالبيتها توقفت عند ابن عزرا، فليس من المعقول أن موسى كتبها وهي كلها بضمير الغائب كما أن سفر موسى كُتب على اثنتي عشرة حجر من أحجار المعبد وهذا ما يعنى أنها صغيرة الحجم فكيف يمكننا أن نستخلص منها سفر كبير الحجم. وكما قيل عن سبينوزا انه فيلسوف مقنع يقول نصف الحقيقة ويترك النصف الأخر للذكاء أو للتاريخ أو للتطور الطبيعي[13]، فالمنهج السبينوزي ذو صبغة ديكارتية بحتة، أما من الناحية التاريخية نجده يوظف منهج سيمون بريتشار وجان أستريك[14]. وإذا كان ديكارت توقف عند دين ولم يبدي مواقفه علنية وإن كان يلمح لها فقط حتى لا يثير رجال الدين عليه، العكس من ذلك عند سبينوزا فهو كان ديكارتياً أكثر من ديكارت نفسه في المسائل الدينية من خلا توظيفه للنقد العقلي والمنهج العلمي – الهندسة ونتائج الفيزياء – والحقائق العلمية على نصوص العهد القديم الذي خالطته كثير من الخرافات وزيادات حاخامات اليهود. فديكارت كان مهادناً لرجال الدين أما سبينوزا فكان رائد ثورة فكرية على الدين، فديكارت أقر أن الله هو الضامن الأول والأخير للحقائق العلمية فسبينوزا لم يقتنع بهذا الضامن لأن مفهوم الله والدين ليس هو نفس المفهوم عند كل الناس بل يختلف من العالم المتبحر إلى العامي الذي تسيطر عليه الخرافات والتفسيرات الماورائية. لهذا نجده يقر بالنور الفطري الذي يمثل العقل، أهم ميزة هند الإنسان. وبهذا المنهج النقدي يختلف سبينوزا عن ديكارت، فإذا كان هذا الأخير استخدم منهج الوضوح في تنقية الأفكار الواضحة من المغلوطة، فان سبينوزا طبق هذا المنهج على النصوص الدينية لتنقيتها من الآيات المغلوطة والمكذوبة، ولم يقتصر تطبيقه لهذا المنهج على الدين فقط بل تعداه إلى مجال السياسة حيث نجده يفرق بين نوعين من الأنظمة السياسية فالنوع الأول يتمثل في الأنظمة الشمولية المتسلطة المبنية على مفهوم الحق الإلهي أو مفهوم الفرد الذي يجمع السلطة في يده ويدعمها بفكرة التفويض أو الحق الإلهي الذي تكون الكنيسة راعيته ومباركة له وهذا لتقاسم المصالح بين الحاكم والكنيسة، أما النوع الثاني وهو النظام الديمقراطي الذي يكون مبنياً على الحرية والمساواة في الحقوق ويمثل هذا النوع النظام السياسي في هولندا حيث كانت أفضل نظام سياسي في نظره. ويجمع سبينوزا كذلك بين فكرة الخالق والمخلوق التي قال بها ديكارت وفكرة الجسد الفاني والنفس الخالدة حيث تظهر فكرة وحدة الوجود أو فكرة التوحيد بين الطبيعة الطابعة والطبيعة المطبوعة والتوحيد بين النفس والبدن[15]. وهذا النظام السياسي والاجتماعي السائد في هولندا جعل ديكارت يعجب به أيما إعجاب فسافر إليها ومكث بها حوالي عشرين سنة أين تعرف بالطبيب إسحاق بيكمان الذي كان طبيباً في كان Caen [16]. ولقد كانت هذه الفترة من أخصب فترات حياته، ساعدته على التأمل والتأليف وكان على تواصل دائم مع صديقه بيكمان.
ويتضح لنا أن سبينوزا قال بما لم يقل به حتى ابن عزرا بما يتعلق بالنصوص الدينية ولم يتوقف عند الذي توقف عنده ديكارت بتجاوزه إلى الدين أن وضعه أمامه وأخضعه للنقد محاولا تطهيره من كل ما علق به من زيادات.
تعــــريف علـــم اللاهـــــوت: Théologie(f) -- Theology(E)
هو علم يبحث في وجود الله وذاته وصفاته، ويسمى أيضاً اثولوجيا وعلم الربوبية والإلهيات وهو ضربان:
لا هوت طبيعي théologie naturelle ويعتمد على التجربة والعقل وحدهما دون الرجوع إلى النقل.
لاهوت منزل théologie réolée ويعتمد على النصوص المقدسة ويسمى الإلهيات واللاهوتي([17]).
وعند لالاند هي علم الله، وهناك لاهوت مقدس يستند إلى كلام الله المحفوظ في الكتب المقدسة ([18]).
تعــــريف السيـــاســـة: Polique –Politidua (f)- Polities(e)
السياسة مصدر ساس يسوس وهي تنظيم أمور الدولة وتدبير شؤونها وتكون شرعية مستمدة من الدين أو مدنية مستمدة من الحكمة العملية وهناك سياسة نظرية تعنى بدراسة الظواهر السياسية المتعلقة بأحوال الدول والحكومات. ونوع ثاني وهو السياسة العملية تعنى بأساليب ممارسة الحكم في الدولة لرعاية مصالح الناس وتدبير شؤونهم وأحوالهم([19]). وعند لالاند هي دراسة أو معرفة الوقائع السياسية ([20])، ويعرفها ابن منظور في كتابه لسان العرب» هي ترويض الفرس الوحشي». ومن المعلوم انه لا وجود لسياسة بدون تجمع سكاني الذي نسميه بالمدينة وهي تجمع سياسي يدير أعضاؤه شؤونهم بأنفسهم ([21])، فكل تجمع مدني يستلزم مجموعة تدير شؤونه ولا يكون العمل السياسي إلا ذو صبغة إنسانية.
هل العمل السياسي عمل أخلاقي؟:
قبل ظهور مفهوم الدولة أو التجمع المدني كان الإنسان يعيش في حالته الطبيعية التي تفرض عليه تسير شؤونه ورسم خطوط حياته وفق ما تمليه عليه رغباته ومصالحه الشخصية، حيث تطغى عليه الأنانية والرغبات الشخصية والنزوات كما تكون في هذا المكر والتربص بغيره وهذا من اجل حفظ حياته وممتلكاته، وفي هذه الحالة يتحقق الحق الطبيعي ليس بالعقل ولكن بالرغبة ، تكون فيه الطبيعة سائرة وفق مبدأ اللاعقل أو بالأحرى وفق الرغبات الشخصية المحكومة باللاعقل، فما كان محموداً عند العقل كان في الطبيعة مذموماً والعكس. من اجل هذه الرغبة الذاتية وتصارع المصالح الفردية توجب على الإنسان العمل جاهداً على إيجاد نظام أو هيئة تضمن له حقوقه وتحميه من المتربصين به، وهذا ما تمثل عبر العصور في مفهوم العقد الاجتماعي الذي كان تَجلِّي من تجليات الإنسانية عبر مراحل تكونها، المجتمع الإنساني الذي ابتعد عن مفهوم الحق الطبيعي الذي يهدد وجوده، الحق الطبيعي في فلسفة سبينوزا هو القانون الطبيعي العام ، و يظهر هنا الفرق بين سبينوزا و فلسفة هوبز. إذا كان هوبز يصور حالة الحق الطبيعي كوضع يغيب فيه القانون و يخضع الفرد للغريزة الشريرة تحوله إلى ذئب يترصد بغيره من بني البشر. نجد سبينوزا على العكس من ذلك يعتبر الحق الطبيعي مبنيا على قانون أساسي تخضع له كل الكائنات و هو مبدأ الحفاظ على الذات. يقول سبينوزا " أعني بالحق الطبيعي نفس قوانين الطبيعة ذاتها أو قواعدها التي يحدث كل شيء وفق لها، أي بعبارة أخرى قوة الطبيعة ذاتها...و على ذلك فكل ما يفعله الإنسان وفقا لقوانين طبيعية يفعل بحق طبيعي كامل، و يكون له من الحق على الطبيعة بقدر ماله من القوة ". وكانت الحالة الطبيعية المرحلة التي يجب تجاوزها وإيجاد بديل لها لكي يضمن المجتمع استمراره. وفي العقد الاجتماعي لابد على الفرد أن يتنازل عن جزء حقه لصالح مجموعة تضمنه له. ولكن إذا كان على الفرد وجوب التنازل عن جزء من حقه الفردي من اجل الجماعة حتى تضمنه حمايته وحريته، فما هو الضامن لهذه الحماية؟ وما هي شروط تحققها؟ وما هي الأسس التي يتعامل بها الفرد مع السلطة ؟ وما هي أوجه التداخل بين ما هو أخلاقي وما هن سياسي ؟ وهل تكون العمل السياسي خاضع للقيم الأخلاقية ؟ أم للمصلحة الفردية أو الجماعية؟
وفي خضم هذا الوضع السياسي المعاش في هولندا انطلق سبينوزا من نصوص العهد القديم التي نظرت للدولة العبرانية وملوكها منذ التأسيس الأول الذي كان الله فيها هو الحاكم الأول ([22])، فالفرد عندما يتنازل عن جزء من حقه فهذا التنازل لا يكون بلا مقابل بل مربوط بغاية كبرى ومن اجل حق أعظم، فالفرد لا يقبل بحكم الجماعة إلا من اجل الحفاظ على مصلحته وحماية حريته المهددة من طرف انفعالات الناس وهذا هو واجب الدولة الأول حماية مواطنيها من الانفعالات والرغبات الشهوانية التي تهدد مصلحة كل مواطن. وبما أن السياسة هي طرق تنظيم حياة الناس و تأطيرها وفق قوانين وفق قوانين وضعية مستمدة من تواضع الناس في ما بينهم أو مستندة لنص ديني يضفي عليها الشرعية. والأخلاق هي مجموعة القيم التي تضبط سلوكاتنا وتوجِّهها لما فيه صلاحه لنفسه ولغيره، ولهذا فلا نجد انفصام بين السياسة والأخلاق فالجماعة أو الدولة التي يعيش فيها الفرد تفرض عليه أن يعمل من أجل صالح الغير وتعمل على الحد من استعمال طبيعته في المكر والخداع. وقد حمل سبينوزا على عاتقه مسؤولية توضيح الفرق بين ما يكون سياسي أخلاقي حيث بين لنا الحدود التي تنتهي عندها نظريته الأخلاقية خصوصا في كتابة Ethique إلى التشديد على أهمية الحياة الاجتماعية و تمجيدها من حيث أنها هي التي تحقق كمال الشخصية الأخلاقية الفردية و تضمن الحرية الحقيقية للإنسان، إذ ليس من الممكن الحديث عن أخلاق أو عن حرية أو عن اكتمال إنساني داخل حالة الطبيعة. إن هذه الفضائل التي يتميز بها الإنسان عن باقي المخلوقات تجد تجسيدها في الحياة الاجتماعية. والسياسة الأخلاقية عند سبينوزا هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق السلم والخروج بالفرد من مكانته الطبيعية المترصدة بغيره والتخفيف من الانفعالات الشهوانية،أما الأخلاق فهي غاية الفرد التي تربطه بربه وبغيره؛ حيث يحافظ على مصلحة غيره مثل ما يحافظ على مصلحته. ولكن هذا العمل الأخلاقي الذي يُستمد من الحق الإلهي الذي يقوم على مشيئة السلطات الحاكمة وحدها، ينتج عن ذلك أن لهذه السلطات نفسها حق تفسيره([23])، وإذا كان هدف العبد من تدينه أن يصل إلى أسمى درجات التقوى من ربه ومع غيره فإن أسمى هذه الدرجات هي العمل على سلامة السلطة الحاكمة، فإذا توفر امن السلطة ينجر عنه بالضرورة أمن الفرد وسلامته وبزوالها تزول كل مظاهر التقوى والإخاء، ويعود الإنسان إلى حالته الطبيعية الحيوانية . فحب الجار إذا كان يؤدي إلى الإضرار بالدولة فهو فسوق والفعل الفاسق يكتسب بعكس ذلك طابع التقوى لو كان يؤدي إلى المحافظة على الدولة ([24]).ولكن إذا وقع الفرد في موقف يخير فيه بين تطبيق الحق الإلهي وحق السلطة؛ ففي هذه الحالة إذا كان تطبيق الحق الإلهي يضر بالسلطة الحاكمة لا يجب الخضوع له لأنه يهد سلامة السلطة الحاكمة وإذا هُددت هذه السلطة فلا مرد لتهديد حرية الفرد وسلامته، فالفرد لابد أن يقدم سلامة السلطة التي يخضع لها على حساب حريته وحرية غيره. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه أليس هذا الخضوع نوع من العبودية ممارس من طرف السلطة باسم حماية سلامة أفرادها؟ أليس هذا الشعار سلامة الفرد شعار مضلل أو مطية للتحكم في رقاب مواطنيها؟ أليست هذه السلطة تصادر حريات أفرادها تحت شعارات رنانة خادعة؟
إن السلطة مهما عملت على جعل الأفراد الذين تحت سلطتها في خدمتها بحكم أنها الضامنة لحريتهم والمفسرة لمعتقداتهم، فهي لا تستطيع أن تمنع هؤلاء الأفراد من إصدار أحكامهم في كل شيء طبقاً لأرائهم الخاصة ([25])، فإن صادرت حرية أفكار أفرادها تكون وقعت في انفعالات الجماعة الحاكمة وتكون وجه آخر من أوجه القانون الطبيعي المبني على الرغبات، وإذا سمحت للفرد أن يعبر عن رأيه والعمل وفق إرادته الخاصة خارج الإرادة العامة فلا محالة سيعود المجتمع إلى أبشع حالاته الطبيعية. وعليه فما هو السبيل النجع للوصل إلى نظام توافقي بين حرية الفرد وأفكاره وبين مصلحته؟
يرى سبينوزا أن النظام الأمثل والأصلح الذي يضمن ممارسة فردية حرة ولا يصطدم مع مصلحة السلطة هو النظام الديمقراطي Démocratique système لأنه يمثل حكم الشعب الذي يكون فيه الفرد ممارساً لحريته ويحق له الاعتراض على بعض الأحكام الصادرة من السلطة الحاكمة، بالطبع لا تكون هذه المعارضة مضرة بسلامة السلطة « فيكفيه أن يترك للسلطة العليا مهمة اتخاذ القرارات العملية وألاَّ يقوم بأي شيء ضد هذه القرارات حتى ولو اضطر في كثير من الأحيان إلى أن يسلك على نحو مخالف لرأيه الذي يجاهر بصوابه، حينئذ لا يمثل سلوكه أي خطورة على العدالة أو التقوى»([26]).إن العمل الأخلاقي لا تمنعه السلطة أو تحده إذا لم يكن له أي تهديد على سلامة السلطة وعليه يؤكد سبينوزا أنه:
يستحيل سلب الأفراد حريتهم في التعبير عمَّا يعتقدون.
لا يهدد الاعتراف بهذه الحرية حق السلطة العليا أو ينقص من هيبتها، بل يستطيع الفرد أن يحتفظ بحريته دون أي تهديد لهذا الحق بشرط ألاَّ يسمح لنفسه بتغير قوانين الدولة المعترف بها أو بان يفعل شيء ضد هذه القوانين.
يستطيع الفرد أن يتمتع بهذه الحرية دون أن يكون في ذلك خطر على سلامة دولته أو ضرر يصعب إيجاد علاج له.
لا يجلب التمتع بهذه الحرية أي خطر على التقوى.
لا فائدة من القوانين الموضوعية بشأن المسائل النظرية العقلية.
تمتع كل فرد بحريته لا يهدد سلامة الدولة أو التقوى أو حق السلطة العليا، بل هو بالإضافة إلى ذلك ضروري للمحافظة على ذلك كله([27]).
ومما سبق يمكننا القول أن سبينوزا كان حقاً الفيلسوف الذي يقول نصف الحقيقة ويترك لك النصف الثاني تفهمه، حيث شرح في" رسالة اللاهوت والسياسة " تطور مفهوم اللاهوت وكيفية تحول الإنسان من مرحلة الحالة الطبيعية التي كانت تسيطر عليه غرائزه، وترصده بأخيه الإنسان من أجل القضاء عليه والدخول معه في صراعات تقضي على الطرفين معاً، وبعد تشخصيه لهذه الحالة الطبيعة أعطى لنا الأنموذج الأمثل للنظام الذي يحفظ حرية ومصلحة الأفراد ويضمنها وهو النظام الديمقراطي؛ النظام الذي تكون مصلحة العامة مقدمة على كل مصلحة فردية، وأحسن من جسد هذا النظام حكومة أمستردام التي كانت أرقى ما توصلت إليه الإنسانية من حرية في المعتقد والتفكير، المدينة التي لا يسألك احد عن مذهبك أو عقيدتك بقدر ما يسألك عن خلقك ورؤيتك لعلاقتك بدولتك وغيرك من الأفراد. يضيف سبينوزا" أيستطيع المرء تصور نكبة تحل بالدولة أعظم من أن ينفى الأشرار و كأنهم مجرمون لا لشيء إلا لأنهم يؤمنون بآراء مخالفة لا يستطيعون إنكارها"[28]))، إن الحرية الفكرية تضمن للناس النقاش و التفكير السليم الذي ينمي ملكاتهم العقلية و يوسع مداركهم و يصبحون بالتالي مواطنين صالحين بابتعادهم عن الجهل و النفاق و التملق، لهذا كانت الحرية الفكرية دعامة لبناء الدولة الديمقراطية إن تحقق المزيد من الحرية لا يتم إلا عبر فصل مجالي الإيمان و العقل و أيضا مجالي السياسة و اللاهوت، بذلك يكون سبينوزا هو الداعية الأول في تاريخ الفكر السياسي إلى العلمانية " la laïcité":" مجال العقل هو الحقيقة و الحكمة و مجال اللاهوت هو التقوى والطاعة ". "إن من الواجب ألا نسعى إلى إخضاع الإنجيل للعقل أو إخضاع العقل للإنجيلل([29]).
يمكننا القول أن سبينوزا انطلق من واقع قائم أنداك بفعل تدخل رجال الكنيسة في الحكم، و ما يؤدي ذلك إلى فتن عقائدية و سلب للحريات و الحقوق...فاعتماد الدولة على نظام عقيدة معين يؤدي إلى التعصب و التحيز لهذه العقيدة على حساب العقائد الأخرى، مما يساعد على نمو الفتن والتناحر الذي يهدم أساس المصلحة و الدولة: "من الواضح أن الحرية العامة لا تقبل مطلقا أن تملأ عقول الناس بالتعصب و التحامل ....أو أن يستخدم أي أسلحة الفتنة المبنية على ذرائع دينية".[30]على الدولة في نظر سبينوزا أن تضمن للناس حرية المعتقد الديني بحيث يكفل لكل واحد الحق ممارسة شعائره بالطريقة التي تناسبه دون أن يشعر بالضيف من طرف أي أحد آخر أو طائفة معينة. على الدولة أن تفصل في تعاملها مع مواطنيها بين أفكارهم ومعتقداتهم و أقوالهم و بين أفعالهم، كما لا يحق لها أن تحاسبهم إلا على أساس الأفعال و ليس على أساس الأفكار و الأقوال.
[1] - على فهمي حشيم، الفلسفة والسلطة ومقالات أخرى، الدار الجماهيرية للتوزيع والإعلان، الطبعة الأولى، 1999، ص42.
[2] - إبراهيم مصطفي زكريا، الفلسفة الحديثة من ديكارت إلى هيوم، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الإسكندرية، مصر، 2000، ص185.
[3] - المرجع نفسه، ص186.
[4] - هنري توماس ودنالي توماس، المفكرون من سقراط إلى سارتر، ترجمة عثمان نويّة، مكتبة الأنجلو مصرية، القاهرة، طبعة 1970، ص155.
[5] - محمود زكي نجيب، قصة الفلسفة الحديثة، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1936، ص128.
[6] - إبراهيم مصطفي إبراهيم، الفلسفة الحديثة، ص186.
[7] - محمود زكي نجيب، قصة الفلسفة الحديثة، ص131.
[8] - سبينوزا باروخ، الأخلاق، نقلا عن محمود زكي نجيب، قصة الفلسفة الحديثة، ص132.
[9] - كرم يوسف، تاريخ الفلسفة الحديثة، دار المعارف، مصر، 1949، ص103.
[10] - برهييه إميل، تاريخ الفلسفة ج4 القرن السابع عشر، ترجمة جورج طرابيشي، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، الطبعة الثانية 1993، ص196.
11 – الحنفي عبد المنعم، موسوعة فلاسفة ومتصوفة اليهود، مكتبة مدبولي، مصر، ص169.
[12] - سبينوزا باروخ، رسالة في اللاهوت والسياسة، ترجمة حسن حنفي، مراجعة فؤاد زكريا، دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان، الطبعة الأولى، 2005، ص152.
[13] - سبينوزا باروخ، رسالة في اللاهوت والسياسة، مقدمة حسن حنفي، ص6.
[14] - المرجع نفسه، ص6.
[15] - المرجع نفسه، ص12.
[16] - راوية عبد المنعم عباس، الفلسفة الحديثة والنصوص، دار المعارف الجامعية، الإسكندرية، مصر، ص44.
[17] - مجمع اللغة العربية، المعجم الفلسفي، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية 1983، ص160.
[18] - لالاند اندريه ، موسوعة لالاند الفلسفية، تعريب خليل أحمد خليل ، منشورات عويدات بيروت باريس ، الجزء الأول A-Gالطبعة الثانية 2010،ص1450-1451.
[19] - جميل صليبا، المعجم الفلسفي ، دار الكتاب اللبناني ، الجزء الأول ، 1982، ص ص279-280.
[20] - لالاند اندريه ، موسوعة لالاند الفلسفية، ص994.
[21] - محمد عابد الجابري، قضايا في الفكر المعاصر ، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، الطبعة الثالثة 2007، ص13.
[22] - سبينوزا باروخ، رسالة في اللاهوت والسياسة، ص89.
[23] - المرجع نفسه، ص 425.
[24] - المرجع نفسه، ص425.
[25] - المرجع نفسه، ص 436.
[26] - المرجع نفسه، ص438.
[27] - المرجع نفسه، ص 444.
[28] - المرجع نفسه، ص 263.
[29] - المرجع نفسه، ص 164.
[30] - المرجع نفسه، ص5و6.
المصــــــادر والمراجع:
- سبينوزا باروخ، رسالة في اللاهوت والسياسة، ترجمة حسن حنفي، مراجعة فؤاد زكريا، دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان، الطبعة الأولى، 2005.
- إبراهيم مصطفي زكريا، الفلسفة الحديثة من ديكارت إلى هيوم، دار الوفاء الدنيا الطباعة والنشر، الإسكندرية، مصر،2000.
- برهييه إميل، تاريخ الفلسفة ج4 القرن السابع عشر، ترجمة جورج طرابيشي، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية، 1993.
- على فهمي حشيم، الفلسفة والسلطة ومقالات أخرى، الدار الجماهيرية للتوزيع والإعلان، الطبعة الأولى، 1999.
- كرم يوسف، تاريخ الفلسفة الحديثة، دار المعارف، مصر، 1949.
- محمود زكي نجيب، قصة الفلسفة الحديثة، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1936.
- محمد عابد الجابري، قضايا في الفكر المعاصر، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، الطبعة الثالثة، 2007.
- هنري توماس ودنالي توماس، المفكرون من سقراط إلى سارتر، ترجمة عثمان نويّة، مكتبة الأنجلو مصرية، القاهرة، مصر، طبعة 1970.
- راوية عبد المنعم عباس، الفلسفة الحديثة والنصوص، دار المعارف الجامعية، الإسكندرية، مصر.
- جميل صليبا، المعجم الفلسفي، دار الكتاب اللبناني، الجزء الأول، 1982.
- لالاند اندريه، موسوعة لالاند الفلسفية، تعريب خليل أحمد خليل، منشورات عويدات بيروت باريس، الجزء الأول A-Gالطبعة الثانية 2010.
- مجمع اللغة العربية، المعجم الفلسفي، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية 1983.
- التفاصيل
- كتب بواسطة: مسير الموقع
- انشأ بتاريخ: 26 أفريل 2021