مكانة العقل في مذهب ابن يوسف السنوسي

 

مكانة العقل في مذهب ابن يوسف السنوسي

(832 هـ/1425 م – 895 هـ/1490 م)

بعد ثلاث وعشرين سنة من وفاة عبد الرحمن ابن خلدون

*****

بقلم الأستاذ : جمال الدين بوقلي حسن

جامعة تلمسان

 

 

 

 

مقدمة

إن لكل مفكر خصائصَ يُعرف بها ؟ فإذا تلفظنا باسم عبد الرحمن بن خلدون مثلا ، تبادر إلى أذهاننا ابنُ خلدون المؤرخ العالـمُ في الاجتماع وكتابُه المقدمة ؛ وإذا ذكرنا ابنَ سينا ، تبادر إلى أذهاننا ابنُ سينا الطبيب الحكيم وكتابُه القانون ؛ وإذا جئنا إلى السنوسي ، تساءلنا عما هو الشيء الذي يعرف به هذا الرجل ؟ وبمَ يتميز عن غيره في مجال الفكر ؟ [1]

فما هي المقاربةُ المناسبة التي تساعدنا على الاقتراب من فكره ؟ فهل يجب أن نُطل عليه بصفته وليا أو فقيها أو محدثا ؟ أم بصفته طبيبا أو مفسِّرا للقرآن أو عالما في الفلك أو مختصا في العقائد والمنطق ؟ إنه في حقيقة الأمر ، يجمع بين كل هذه الجوانب . ولكن يبدو أن الميزة التي اشتهر بها هي أنه عالم في التوحيد يحب العقل والمنطق . ولإبراز هذه الميزة ، نحاول الإجابة عن الأسئلة الآتية مستأنسين مباشرة بنصوص الرجل الأصلية :

 

I - ما هو علم التوحيد لدى السنوسي ؟ وما هي علاقته بالعقل والمنطق ؟

II - ما هي القاعدة الفلسفية لمذهبه الفكري ؟

III - كيف طرح السنوسي عقيدته بالنظر إلى طروحات غيره من الأشاعرة ؟

IV – ما هي عواقب طرحه العقلاني لوجود الله ؟

V - لماذا تطرق السنوسي لهذا الموضوع ؟

 

 

I - ما هو علم التوحيد ؟ وما هي علاقته بالعقل والمنطق ؟

أولا : ما هو علم التوحيد ؟ هو علم العقيدة أي العلم بلا إله إلا الله ، العلم الذي يتعلق بذات الله وذات رسله .[2] والعلم هنا ، شهادة ؛ والشهادة لا تصدر باللسان ، وإنما بالعلم واليقين . يقول السنوسي مخاطبا المكلفَ شرعا : يجب " إعمال الفكر فيما يوصله إلى العلم بمعبوده عن البراهين القاطعة والأدلة الساطعة " .[3] والعلم بلا إله إلا الله هو معرفةٌ واجبة على كل مسلم ومسلمة .[4] وهذه المعرفة الواجبة تستلزم معرفةَ المنطق .[5]

ثانيا : وما علاقته بالعقل والمنطق ؟

إن المكلف قبل أن يبدأ بالاشتغال بالعلوم الواجبة شرعا ، لا بد له من أن يأخذ نصيبه الضروري من علم المنطق . يقول السنوسي : " وليشتغل بعد آلة العقل ، بالعلوم الشرعية استفادةً وإفادة علما وعملا ، بنيَّةٍ خالصة للدار الآخرة ، والفوزِ برضا المولى" .[6] ويقول أيضا : فقد يؤدِّي الجهل بالقواعد العقلية إلى الكفر أو البدعة " .[7]

ويؤكد السنوسي على الأخذ بوجه أخص ، بحقيقة الحكم العقلي وليس بعفوية العاطفة ولا بمنطق التقليد والانسياق . وهذا الحكم العقليّ ( يقوم على موازينَ ثلاثةٍ : الوجوبِ والاستحالة والجواز) . [8] ويحتاج في ذلك إلى البرهان العقلي .[9]

والبرهان العقلي هو القاسم المشترك لدى جميع الناس . مستويات الناس لا تنقسم إلى مستوى عقلي ومستوى دون عقلي . واكتساب هذا البرهان العقلي ، إنما هو في متناول الجميع . ومعرفة هذا البرهان ، يُمْكن أن يكون عن طريق معلم أو عن طريق التعلم الذاتي . يقول : إن شيخ التعليم تكفي عنه الكتب لمن له عقل وذكاء ، وإلا فلا ... من غير معلم . [10]

وفي تعريف البرهان العقلي ، يقول: إنه الدليل المركب من مقدمات قطعية ضرورية . وهي تتناقض مع المقدمات السفسطائية والظنية .[11] وعلى أساس البرهان ، ينطلق السنوسي لوضع العقيدة .[12]

ففي المنطلق ، وقبل أن يمارِس المكلَّفُ علمَ العقيدة ، فإن هذا المكلف لا يجد أمامه سوى القرآن الكريم ، وهو كلام الله ، ولا يملك الحجة العقلية على وجود الله الذي أنزله على عبده .[13] فلإقامة الإيمان على أساسه العلمي الصحيح ، يجب البرهان على وجود الله ، والبرهانُ على ما يجب له من صفات وما يستحيل وما يجوز ، ومن ثمة يتأكد من أن القرآن الكريم كلامُه .

إن إثبات الشرع ـ ومنه تُستمَد الحجة النقلية ـ يتـوقف على إثبات وجوده تعالى ، وإثباتَ وجوده تعالى يتحقق بالبرهان العقلي . فلا يمكن الأخذ بالمعجزة ، ولا بالرسالة في رأيه ، قبل التأكد عقليا بوجود الله .[14]

II - ما هي القاعدة الفلسفية لمذهبه الفكري ؟

والقاعدة الفلسفية التي يعتمدها هي أن الإنسان ليس كائنا اجتماعيا بقدر ما هو كائن عاقل . فالفلاسفة ـ في تعريفهم للإنسان ـ يقولون ، إنه حيوان عاقل ، وُلد من أجل أن يفكر ويبحث ويفهم . ويميل السنوسي إلى القول بأن الله لم يكرِّم الحيوانات بالعقل ولا بالوحي ولا بالتكليف . لقد فضل الإنسان وأمده بالوعي والفكر . ومن هنا ، لا بد من أن يكون عقله وراء العقيدة والإيمان . ومن هنا أيضا ، وجب عليه أن يعرف ربَّه ، فيثبت بأنه موجود بالطرق العقلية ، لا بطرق التقليد والانسياق ، كما ألفه الناس وبعض المفكرين . وهذه المعرفة العقلية للعقيدة، هي فرض عين .[15]

III - كيف طرح السنوسي عقيدته بالنظر إلى طروحات غيره من الأشاعرة ؟

أولا : عندما نقارن عقيدة السنوسي ببعض العقائد في المذهب الأشعري ، والتي كانت منتشرة في زمانه ، نلمس اختلافا في طريقة الطرح ، وفي أسسها المنهجية : إن أول ما بدأ به الشيخ بعد أقسام الحكم العقلي ، هو قضية وجود الله . وهو عندما أثبت وجودَه تعالى استجابةً لضرورة منطقية ، تجاوز بذلك مذاهب الفطرة والتحريم والقصور ، وكثيرا من أقطاب الأشعرية .

1- فلو انتقلنا إلى عقائد بعض الأشاعرة أمثال الغزالي في كتابه " قواعد العقائد " وأبي مدين شعيب في " العقيدة " المنسوبة إليه ، والمهدي بن تومرت في عقيدته المعروفة بـ" المرشدة " ، لسجلنا أن عقائدهم لا تطرح مسألة وجود الله لأن المسألة عندهم مسلم بها .

يقول الغزالي : في مطلع " قواعد العقائد " : " إن الله في ذاته واحد ، لا شريك له..." . [16] وجاء في عقيدة أبي مدين ما يلي : " اللهم إنا نوحدك ولا نحدك ولا نكيّفك بكيفية جلَّ ربُّنا وعلا وتبارك وتعالى... " . [17] وفي عقيدة المرشدة يفتح المؤلف كلامه بما يلي : " اعلم أرشدنا الله وإياك أنه وجب على كل مكلف أن يعلم أن الله عز وجل واحد في ملكه... " . [18]

2- وفي مقابل ذلك ، نقرأ في عقائد السنوسي ما يأتي : فمما يجب [أي عقلا] لمولانا جل وعز : الوجود ، والقدم ، والبقاء ، ومخالفته تعالى للحوادث ، وقيامه بنفسه ، والوحدانية . وينقلنا بعد ذلك المؤلف إلى البرهان العقلي على هذه الصفات وغيرها ، فيقول مثلا ، في قضية الوجود : " أما برهان وجوب وجوده تعالى ، فحدوثُ العالَم ، لأنه لو لم يكن له محدث بل حدث بنفسه ، لزم أن يكون أحد الأمرين المتساويين مساويا لصاحبه راجحا عليه بلا سبب ، وهو محال " .

ثانيا : فـتأسيسُ الألوهية على البرهان العقلي ، ميزة يتميز بها السنوسي عن كثير من العلماء والمفكرين . فقد كانت له الجرأة ليس فقط ، في هذا الطرح العقلاني، وإنما أيضا ، في إدخال الموضوعات المتافيزيقية في دائرة العقل .

1- انظر إلى ما يقول عبد الرحمن بن خلدون :

إن للعقل حدودا لا يجب أن يتعداها . ويتجلى ذلك في تصنيفه للعلوم . يقول في المقدمة : إن هناك صنفا من العلوم يأخذه المرء من غير إعمال عقل عمن وضعه ؛ وهذا الصنف هو العلوم النقلية . وهي كلها مستندة إلى الخبر عن الواضع الشرعي ، ولا مجال فيها إلى العقل . فالتوحيد مثلا ، هو عنده العجزُ عن إدراك الأسباب وكيفياتِ تأثيرِها ، وتفويضُ ذلك إلى خالقها المحيطِ بها . وذلك ، لأن الموضوع الإلهي هو الروحانيات . فإما أن نؤمن بها أو لا نؤمن .

وهنا ، يميز ابن خلدون بين هاته المعرفةِ التي يعجز عن إدراكها العقل ، والمعرفة التي يهتدي إليها الإنسان ، فيستعمل في شأنها ملكاته العقلية ، كالعلوم الطبيعية ، وعلم الحوادث التاريخية ، وعلم الحوادث العُمرانية .

وينتهي إلى القول بأن العقل ميزان صحيح ؛ فأحكامه يقينية لا كذب فيها ، غير أنك لا تطمع أن تزن به أمورَ التوحيد والآخرةِ ، وحقيقةَ النبوة ، وحقائقَ الصفات الإلهية ، وكلَّ ما وراء طورِه . فإن ذلك طمع في محال . [19]

2- لقد أدخل السنوسي الموضوعات التي لا يفهمها العقل ، في دائرة المعقول ؛ وهذا خِلافًا لأهل المدرسة العقلانية الجافَّة من أمثال الأشاعرة غير المتفلسفين ، والأوروبيين المُحْـدَثين بَعْدَهم ، الذين كانوا يعاقبون كلَّ من يمارس التفكير اللاعقلاني . [20]

IV – ما هي عواقب طرحه لوجود الله ؟

ولقد ثار على السنوسي ، عدد من المفكرين المعاصرين له والأعقاب . فمن المعاصرين له ، نذكر الإمامَ أحمدَ بنَ زكري الذي كان يحتجّ بأن العوام ـ وهم الأغلبية في المجتمع ـ لا يملكون هذا الاستعدادَ العقليَّ الذي يدافع عنه السنوسي ، وبأنهم يعيشون على الفطرة ، ولا يمكن أن يحرموا من رضا الله .[21] ومن الأعقاب الذين جاؤوا بعده عبر العصور ، وعلى خطة ابن زكري ، نذكر منهم : ابنَ منصور ، [22] و" أبا راس " الناصري . [23]

V - لماذا تطرق السنوسي لهذا الموضوع ؟

أولا : إن الأوضاع المضطربة التي عاشها على المستويات الاجتماعية والخلقية والدينية والسياسية ، وصفها السنوسي بدقة وأمانة في مؤلفاته . لقد انتشر في عصره الجهلُ والتقليد الأعمى ، ومعتقدات فاسدة ، وتصلبت فيه الأذهان ، وتحجرت العقول ، وشاعت رذائل الحسد والحقد والمظالم والإشاعةِ والكذب ، وتغلغلت المذاهب التقليدية التي تحتقر صغار الناس وتهمِّشهم ، فتحرمهم من البحث عن طريق الاقتناع العقلي في الإيمان ، وتتعمد إهمال تعليم النساء والصبيان . لقد نزل عليه الأعداء بالنكران ، وحملوا عليه بالقذف والتجريح في أفكاره ودينه . كيف لا ، وقد تجرأ بعض العوام لإصدار الفتاوى فيما لا يعلمون . [24]

لقد أعلن السنوسي عن محاربته للتقليد وأهلِه . فالتقليد اعتقادٌ ، وليس إيمانا . ومجردُ الاعتقاد هو تبعية وانقياد وإذعان للغير ؛ لا بل إنه شلل للعقل .

زد على ذلك ، أنَّ من يُحَـرِّم النظر في علم التوحيد ، يأمر بمخالفة الكتاب والسنة . يقول  النبي  الكريم  ( ص ) : " من مات وهو يعلم أن لا إله إلا  الله  دخل  الجنة " ( مسلم ) . ويؤكد السنوسي بقوله : " إن الإيمان أصله المعارف العقلية ، والأدلة البرهانية ، لا يكون من تقليد ، وإنما يكون عن نظر سديد " . [25]

ومع ذلك ، فهو يعتبر إحسان الظن بالمسلمين في التوحيد العملي ، لقاحا لتحصين تماسكهم ووحدتهم .

ثانيا : ما هو الإصلاح الذي جاء به ؟ 

نجمُل الإجابةَ عن هذا السؤال ، في سبع نقطة :

1- لقد أكسب السنوسي المجتمعَ الإسلامي مناعةً ضد الانحرافات العقائدية ، في وقت اتسع فيه نطاق علم الكلام ، وتنوعت موضوعاته ، وتعددت طرقُه ومناهجه ، وتضخمت مادتُه ومصنفاته على مر الزمن والدول ، وفي وقت كان فيه هذا المجتمع في أمس الحاجة إلى وحدة منسجمة ، تذوب فيها هذه الأمواج من التمزق والاضطرابات.

2- وانتقد ظاهرة احتقار الصغار والعوام ، في عصر شاعت فيه ، أفكار الغزالي في هذا المجال . لقد كان فعلا ، أبو حامد الغزالي[26] قبل السنوسي ، يدعو العوامَّ من الناس إلى الاكتفاء بالاعتقاد الفطري دون إعمال فكر ولا عقل . يقول : " إن أول واجب يُكلَّف به كلُّ إنسان عاقل بالغ ، هو تعلم كلمتي الشهادة ، وفهمُ معناها بمجرد التقليد ، دون نظر أو برهان ، ودون اضطراب نفسي " .[27] ومن اعتقد كلَّ ذلك بدون تأويل ، ومن غير أن يُفتحَ له " بابُ البحث " ، كان من أهل الحق . [28]

3- وأكد السنوسي أن التحول يجب أن يبدأ من أنفسنا ، لينتقل من الجهل إلى العلم ، ومن التقليد إلى الاجتهاد ، ومن التفتيت إلى الوحدة .[29] إن عقيدة التوحيد ـ هذا العاملُ الروحي ـ هو الدواء الناجع لتصحيح مفهوم التوحيد .

4- ووضَّح بأن هذه الصناعة ، ليست لمجرد الدفاع عن الدين ، [30] وإنما هي أيضا وبالخصوص ، لفهم الإيمان ، ومعرفةِ واجب الوجود الواحد الأحد . ولهذا ، تجرد للسعي إلى نشر عقائد التوحيد بالعقل لا بالسيف ، وبالإقناع لا بالعنف ، وأدرك أن المشكلة تكمن في المسافة بين الاقتناع والاضطهاد ، وبين العقل السليم والعقـل السقيم .

5- وجعل التوحيد يتجه إلى مستوى الناس جميعا ، بعدما كان في دوائر الجدلية المتزمتة العالية ؛ واعتبره فرضَ عينٍ يجب على كل مكلف شرعا أن يكتسبه على الطريقة العقلية ؛ [31]  أما الرسوخ في العقيدة ، فهو فرض كفاية .

6- وجعل من التوحيد عقيدةً جامعة للمدارس الإسلامية الواسعة ، مجردةً من أي اتجاه سياسي مصرَّحٍ به ، بدليل ترفُّعِها عن مسألة الخلافة أو الإمامة ، يحفظها الجزائري والباكستاني والأندونيسي والتركي والمصري ، وغيرُهم كثير . استطاع أن يضم إلى كنفه باسم التوحيد اليانـع الصافي ، جميعَ المسلمين المقتنعين ، المحافظين منهم ، والسلفيين ، والعقليين ، والقائلين بالإمام المعصوم .

7- وانصرفَ إلى البحث عن الأصالة من خلال " قراءة جديدة " للأصول في العقائد الأشعرية ، وفي غيرها .

 

خـاتمة

ليست العقيدة مسألة تلقين في المهد ، ولا ترغيب فيها بالعواطف ، كما هي العادة ، وإنما هي مسألةٌ مؤسسة على النظر والبرهان ، لأن المقدمات في هذا السياق ، عندما تكون قائمة على العقل ، فلا بد للنتائج من أن تكون صحيحة .

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

NB : Le jugement rationnel et ses trois catégories : La nécessité, l’impossible, la contingence (celle dont la raison admet indifféremment l’existence et la non existence) .

Si le monde n’avait pas de créateur et qu’il fût né de lui-même, de deux choses égales, l’une serait à la fois égale et supérieure à l’autre sans cause, ce qui est impossible.

L’acte de foi est une expression de la croyance intime.

Prononcer  l’acte de foi  en pleine connaissance pénètre (avec leur signification), sa chaire et son sang.

Spécialisateur (المخصص ) : un auteur qui lui confère l’existence.

[1] - لقد كثر الحديث عن الرجل بعيدا عن نصوصه ومؤلفاته؛ وإهمال الرجوع إلى النصوص المباشرة، طريقة غير علمية، يترتب عنها الغث والسمين.

[2] - ولقد سخر جميع مؤلفاته خدمة له.

[3] - السنوسي ، العقيدة الكبرى ، ص ، (3-4).

[4] - معرفة هذه الأحكام الثلاثة واجبة على كل مكلف (أو على كل من سيصبح مكلفا) .

[5] - لا يفرق كثير من الباحثين بين علم التوحيد ( علم الكلام ) والمنطق .

[6] -  السنوسي ، شرح مختصر في المنطق ، مخطوط .

[7] - السنوسي ، المقدمات وشرحها .

[8] - (La nécessité, l’impossible et la contingence)

[9] - البرهان العقلي (L’argument rationnel)  .

[10] - انظر ، السنوسي ، نصرة الفقير .

[11]- من أشكال الاستدلال غير البرهانية مثلا ، أولا : إذا حضر الماء، بطل التيمم [قد لا يبطل التيمم بسبب تلوث الماء، أو المرض والاضطرار] ؛ ثانيا : لا أكون حرا، إلا متى كان جميع الناس أحرارا، لا أحسن إلى الغير إلا متى يحسن جميع الناس إليه [لا يتحقق هذا الفعل إذا كان كل فرد يتمسك بهذا المنطق الشرطي ؛ ثالثا : كل جزائري مسلم – عاطف جزائري – عاطف مسلم [المقدمة الأولى غير مؤكدة واقعيا ، القياس يكون غير منتج] .

[12] - للتذكير ، أخذ السنوسي المنطق والأصول على محمد بن عباس؛ وعلم التوحيد وإرشاد الجويني على يد أبي القاسم الكنباشي.

[13] - إن من يقف على الشرع دون السؤال عن الشارع، شأنه شأن من يرتوي بالماء ويشفي غليله دون السؤال عن المصدر.

[14]- يستدل على وجوده تعالى بحدوث العالم وما فيه من أجرام وأعراض أو صفات وينتهج في هذا الاستدلال طريقتين متكاملتين: الأولى طريقة الترقي وتعرف أيضا بطريقة الاستدلال بالحدوث (في مستوى الناس وما يحيط بهم) ص 525. وأما الثانية فهي طريقة الترقي المنطقية وتعرف أيضا، بطريقة الاستدلال بالإمكان. كل ما سوى الله هو ممكن أي يستوي عند العقل وجوده وعدمه وكل ما كان وجوده ممكنا فلا يترجح وجوده على عدمه إلا بمرجح وهذا المرجح لا بد من أن يكون صانعا مختارا .

[15] - جعل السنوسي العقيدة الصغرى لا تناسب العامي والجاهل فحسب، بل تناسب الخاص والعام والفيلسوف أيضا ، حتى أن دلفين ( Delphin ) اعتبرها ، من زاويته ،كتابا في الفلسفة المدرسية .

[16] - الإحياء ج1 ص،89 .

[17] - مخطوط بباريس .

[18] - محمد بن تومرت ، أعز ما يطلب ، عقيدة " المرشدة " .

[19] - عبد الرحمن بن خلدون ، المقدمة ، ص ، (435-495).

[20] - يقول السنوسي في شأن العقيدة : " إن فهم معناها (أي العقيدة) هو المعتبر لا مجرد حفظ حروفها " لأن الاقتصار على النطق بكلمتها من غير تحقيق لمعناها ولا معرفة في قلب مدلولها، لا يكفي في حصول حقيقة الإيمان . ( شرح العقيدة الوسطى ، ص ، 19 ) .

[21] - السواد الأعظم من الناس وخاصة منهم العوام ، لا نظر لهم ولا قدرة لهم على احترام قواعد العقل وبراهينه .

[22] - هو أبو محمد الحبيب بن بنعلي بن منصور ، " في كيفية دخول ضعفاء العوام ، ومساكين الطلبة الذين لهم قليل الإلهام "، مخ.

[23] - توفي في 1823 ، ودفن بمعسكر .

[24] - انظر للتفصيل ، محمد العقباني ، تحفة الناظر .

[25] - شرح العقيدة الوسطى ، ( 3-4 ) .

[26] - إذا كان الغزالي قد تلقى تربية صوفية ، فإن السنوسي تربى على قواعد العقل والدين ، فجمع بين العقل والقلب أي بين التوحيد النظري والتوحيد العملي ، وكذا بين فئتي الخواص والعوام ، بأسلوب التطويل مع الأولى وبأسلوب الإجمال مع الثانية .

[27] - الإحياء ، ج1 ، ص ، 15 .

[28] - نفس المصدر ، ( 57-58 ) .

[29] - لقد انتشرت آنذاك ، ثقافة رديئة كالميل إلى التجسيم ، وعدم الرجوع إلى الأصول ، وشل نشاط العقل ، وطغيان الانقياد للدخول في فلسفة الفروع المتسلسلة البعيدة عن المنابت الأولى.

[30] - الدفاع عن الدين ( L’apologie ) .

[31] - اعتبره الغزالي من فروض الكفاية .

 

 

فلسفة و ثقافة

علوم اجتماعية

علوم انسانية

أدب و ترجمة