ماهية العقلانية عند جيلالي ليابس من خلال مؤلفاته

 

إن العقلانية بالنسبة لجيلالي ليابس هي مشروع اضطراري بالنسبة للعرب، وهو اضطراري بقدر ما يمثل المدخل الاشتراطي لدخول العصر و بناء هيكلة مؤسستية متماسكة تحمل إمكانيات التقدم و تلفظ احتمالات الارتكاس و تبتعد عما يمكن ما يسميه بالتوفيقية التي تعتبر إحدى أهم الكوامن في احتمالات الارتكاس .

 

 

 

 

 إضغط   لتحميل المقال

ماهية العقلانية عند جيلالي ليابس من خلال مؤلفاته

 

الأستاذ فكروني زواوي

كلية العلوم الاجتماعية و الانسانية

جامعة جيلالي ليابس سيدي بلعباس

 

كان الراحل "جيلالي ليابس" باحثا ومفكرا يعمل في سبيل حصر إمكانيات الجزائر وبناء توقع علمي كفيل بإخراج البلد من المأزق الاقتصادي والمضي قدما لضمان مستقبل أجيال ما بعد البترول. وكان فوق هذا وذاك، وبهذا وذاك من أبرز الباحثين ، وضعه انتماؤه إلى حقل العلوم الاجتماعية، في موقع بين الفكر ومشروع تحقيقه، فلا هو ذلك المفكر المنقطع إلى التأمل يفهم الواقع بالمجرد ، ولا هو ذلك المتمذهب، يتصور حلول الواقع في الأيديولوجية. لقد عمل طوال حياته بدأب ومثابرة وصدق ونزاهة، وتواضع وصبر لكي لا تكون العلوم الاجتماعية مجرد افكار و نظريات، ولكي تنبني الحقيقة السياسية و الاقتصادية على الحقيقة العلمية بوصفها الحقيقة الواقعية. لقد كان في الفكر، وفي الممارسة، بمعناها الأعمق والأشمل، يجسد على نحو نادر المثال وحدة الفكر والعمل ، ببعديها: الاجتماعي/ السياسي، والأخلاقي مؤسسا بذلك مع عدد من المفكرين و الباحثين الجزائريين لمشروع عقلنة الفكر والسياسة، في سبيل عقلنة المجتمع وتحديثه([1]).

لذلك سوف نحاول من خلال هذه المداخلة تبيان تصور "جيلالي ليابس" للعقلانية من خلال عدد من مؤلفاته و أعماله، بالإضافة إلى أعمال من كتب عنه و عن أفكاره. و عليه سوف تندرج هذه المداخلة ضمن إطار إعادة تأسيس لعقلانية لم تسمح الظروف التي مرت بها الجزائر ببناء لبنة تراكمية لاستمرارها و بلورتها بما يتفق مع الخصوصية الثقافية و التاريخية للجزائر.

 

 

[1] - Taieb Hafsi et autres, Le développement économique algérien : Quelques idées et des propositions, Ed casbah . Alger .2011. P

فلسفة و ثقافة

علوم اجتماعية

علوم انسانية

أدب و ترجمة