تفكيك حجاب اللغة مقاربة فينومينولوجية لنص آسيا جبار_ الأصوات التي تحا صرني

 

 

المؤلف: الأستاذ بودومة عبد القادر

المؤسسة: شعبة العلوم الانسانية، جامعة تلمسان

مخبر البحث : الفينومينولوجيا وتطبيقاتهابجامعة تلمسان

البريد الالكترونيعنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

 

 

 

 

                 « J’ai utilisé jusque là la langue française comme voile, voile sur ma Personne individuelle, ne voile sur mon corps de femme. Je pourrais presque dire voile sur ma propre voix. » 
 Assia Djebar : Ces voix qui m’assiégent en marge de ma francophonie. Ed / Albin Michel. PARIS 1999 P. 43

 

 

 يكشف عملنا عن لحظتين فكريتين مهمتين كثيرا ما غفل عنهما الباحث الجزائري، و لم يتمكن من الانتباه إلى أهميتهما، في تشكيل و بلورة وعي فائق بثراء النصوص الجزائرية المكتوبة على وجه الخصوص. خاصة تلك التي كتبت داخل هوية لغوية مفارقة، اقصد تحديدا النصوص المكتوبة داخل اللغة الفرنسية لا لشيء إلا لكونها تحاول وضع الثقافة الجزائرية موضع سؤال ينفتح باستمرار على لا نهائيته.مما يمكننا من إكسابها بعدها الانطولوجي باعتباره العنصر الأساسي المشكل لهوية جزائرية تعترف بأهمية التعدد و التنوع مؤسسة بالتالي اختلافها الحي.

اللحظة الأولى : لحظة إيقاظ ، إيقاظ عقل الباحث الجزائري من غفلته عن أرض جد خصبة للاستثمار أرض  المعرفي داخل الموقف الفلسفي وهي أرض الأدبsol de la littérature تحمل نصوصا متعدد و مختلفة خاصة تلك المكتوبة سواء تعلق الأمر بالرواية أو القصة أو الشعر …إذ نكاد الجزم أن القراءات النقدية المنجزة إلى غاية اللحظة لم تحاول الانفتاح على الأبعاد الفكرية ، الفلسفية ، وحتى العلمية المتضمنة عليها الكتابة الأدبية، اد خلت من كل عمق وراحت تؤسس لقراءة سطحية أحيانا ومتسرعة أحيانا أخرى . قراءة تحاصر المعنى و تسيج المبنى وتأسر حرية الجسد (النص) بخطابات إيديولوجية تتفنن في  توزيع الثقافة الصدامية والصراع مروجة فكر كإرثي ،دوغمائي بتعبير المفكر الجزائري محمد أركون  فأوجدت بالتالي ذات جزائرية مهزومة لا تأبه بالفعل بقدر ما تلتفت إلى رد الفعل فصارت ذات ارتكاسية     réactive وسلبية passive ، لا تنتج إلا الإخفاقات والهزائم كما وجدنا بعض الأعمال البحثية المنجزة داخل الجامعة مفرغة من كل حيوية وفاعلية وأسهمت هي الأخرى في تكريس هذا المشهد الكارثي إذ بدلا من أن تعمل على لم الشتات الفكري ولأم جراح الجسد الجزائري ، راحت تدير ظهرها عنه ، مكتفية بتباهيها المزيف بامتلاكها أحدث المناهج العلمية  الحداثية لقراءات النصوص الجزائرية كالشكلانية ، الوصفية ، الوظيفية ، السيميائية والبنيوية …فاهتمت بقضايا التنظير المتخشب.

أما اللحظة الثانية : فهي لحظة اليقظة بضرورة الإسهام والمشاركة في بناء عالمية الفكر الفلسفي وأهمية تأصيله داخل الفضاءات المعرفية المنتجة محليا ( أي الجزائرية ) ، إن تأسيس لموقف فلسفي عالمي لا يبلغ اكتماله في اعتقادنا إلا إذا أخذ على عاتقه مسؤولية فهم خصوصية المعرفة المحلية ومنه كان نداءنا الدائم المصر على ضرورة الالتفات إلى ما ينتجه أدباءنا من نصوص نرى أنها كانت الوحيدة التي تمكنت من الانفتاح فعليا على معاناة الإنسان الجزائري ، ومن أن تشكل الصورة الحقيقية لذاته المتأزمة ، تحمل طبقاتها  تصدعات طالت هويتها وفكرها  وثقافتها ، تشققات وسعت من هوة وفجوة الشقاق بين الجزائريين ، فما كتبته اليد الجزائرية منذ بدء التراجيدية الوطنية يفوق ما أبدعته منذ الاستقلال. طبعا لا يتعلق الأمر بالنسبة إلينا بمجرد تضخيم كمي وإنما يرتبط بوثبة عظيمة على مستوى الكيف حيث قدرة النـص الفائقة على إنتاج المعرفة . لقد أصبحنا نشهد ميلاد جديد للفكر و للثقافة بالجزائر و يتجلى هدا المختلف قيما أسميناه بالكتابة العارفةsavante une écriture يختلط فيها المعرفي بالجمالي والايتيـقي بالأنطولوجي éthique ontologique ، فاخترنا مفهوما يميز هذا النوع من التقارب والتي تستمد أصلا نيته originalité ا من الفلسفة القارية من جهة ومن الكتابة الأدبية الجزائرية من جهة أخرى ، رافضة كل كتابة  تؤسس للخطابات المفحمة والمضخمة التي تدعو إلى الإعلاء من شأن هويات أرشيفية Archiviques Les identités والتي ساهمت بدورها في تعميق الهوة بين أبناء الوطن الواحد.

نسائيـة الكتابة وبدء التفكيك:

إن اكتشافنا للأفق الإيتيقو-انطولوجي  داخل النص الأدبي الجزائري سيحقق بدوره فتوحات مهمة على مستوى فهم حقيقة الذات الجزائرية ولأجل ذلك اخترنا لأنفسنا نصوصا روائية كتبت تحديدا في زمن الدم والرماد لاعتقادنا أنها الفترة الأكثر خصوبة على الرغم مما حملته من مأساة يصعب علينا حصر أسبابها ونتائجها بصورة كلية ، الفترة التي لو قمنا بإحصاء النصوص الأدبية التي كتبت فيها لوجدنا أنها تفوق كما أشرنا ما كتب منذ فترة الاستقلال، بالإضافة ذلك فضلنا الاشتغال على حقل معين من الكتابة الأدبية الجزائرية والمتمثل في الكتابة الأدبية النسائية المنجزة داخل اللغة الفرنسية ، وبعد الحفر الأركيولوجي والتنقيب الجينيالوجي ، استقر عملنا على نص محدد ، نص يقترب من اكتمال نضجه ، نص مكتوب بجسـد  امرأة يحمل همه الانطولوجيا و هاجسه الايتيقي إن نص آسيا جبار نص فائق اد يكشف لنا عن قدرة عظيمة على اكانية ملائمته مع الاشتغال المختلف على النص الأدبي الجزائري . إن مثل هذه المهمة الفلسفية لا تتحقق إلا عبر الذهاب إلى حيث مناطق في جوهرها لا-فلسفية  Non-philosiphique أو بما ينعته جاك دريدا ب النواحيles parages . القادرة على منح للجسد الفلسفي بهاءه المفقود وأن أي حديث عن نهاية أو موت للفلسفة سيكون مجرد لغو لاطائل منه ، فنحن لا نعتقد بخطاب يقول النهايات ويؤمن بدنو الكارثة وإنما نؤكد أنه ثمة صور من التفكير  عرفت أفولها وتركت فرصة تواجد لصور تفكير أخرى وهكذا تبقى متوالية الكشف واكتشاف فضاءات إنتاج الصور المعرفية مفتوح على اللانهائي ، فالذي انتهى بالنسبة إلينا هو أسلوب معين من التفكير وليس التفكير عينه . أسلوب كان قد تبناه فلاسفة بلغوا بالفلسفة الأولى لحظة الاكتمال وجاء دور تناول الخطاب    الفلسفي بكيفية مغايرة  لأجل رؤية عمل  فلسفي هو الآخر مغاير . وكثيرا ما أكدنا على ضرورة الذهاب   بصورة أدق إلى مجالات الأدب والنقد الأدبي آخذين بتجربة جاك دريدا  ¯Jacques Derrida وما تمنحه إستراتيجية التفكيك (2) من إمكانات اختراق خطابات المركز فإذا كان دريدا قد أنجز تفكيكا و  ربما  سيكون من الضروري إنجاز وداخل لغةPhono cent triqueلمركزية اللوغوس ولمركزية الصوت مخالفة (لغة محلية) تفكيكا لـ " مركزية –الكتابة ولمركزية أنا-تقليدي ، أنا يعاني بؤسا داخل لغته وإن اختيارنا للتفكيك باعتباره استيراتيجية لقراءة ولكتابة نصوص جديدة داخل نصوص تقليدية لا يقوم أبدا على المحاكاة والتقليد السلبي لتلك القراءات المنجزة في الضفة الأخرى ذلك لأن التفكيك في ذاته يمتنع عن أن يكون تفكيكا أي يمتنع عن الكلام داخل اللغة الواحدة ، فتفكيك نصوص آسيا جبار إنما يتم داخل لغتنا ( أي لغة الانطلاق ) التي تحاول الذهاب بها إلى لغة الوصول ، لهذا نصر على أهمية امتلاك لغة الأصل من دون قداسة ، ولا الإدعاء بأنها خالصة وطاهرة إذ ليس ثمة في اعتقادنا وجود لغة  محضة لكي نتمكن لحظتها من الحديث بلغة الوصول وعدم السعي لامتلاك لغة واحدة ، إن التفكيك يبعدنا عن الجدل الهيغيلي القائم على صراع منطقي يؤسس للمواجهة بين الأنا والآخر إنما ينجز في إطار الأنا – أنا ذاته ، لأنه تفكيك يكشف عن الوجود أنا-تقليدي لا يزال يهيمن ويحتكر لغة يعتقد بأنها الأصل ، أنا-تقليدي يعيش سلبيته بكل ما تحمله السلبية من دلالات العجز والهزيمة . كما يكشف في الوقت ذاته عن وجود أنا-مقاوم يفتقد لآليات المقاومة لم يتمكن بعد من الحسم في هيمنة مركزية الأنا-التقليدي . ومنه يكشف التفكيك المنجز داخـل لغتنا أنه ثمة غموض يحمل ألغـازه، فتفكيـك أي نص من نصوصنا المحلية هو بمثابـة إعلان عن ضرورة البدء في إنتاج المعنى من خلال وعي قصدي بإمكانه أن يعي التناقض أو التعارض أو الغامض في النص ذاته . مع العلم أن كثيرا ما يغيب عن النص الوعي بما يقوله . إنه لا يقول ما يعيه فهو الممتنع عن قول المعنى، تاركا للمفكك فرصة بلوغ معناه لحظة إنتاجه له. وهذا ما يجعل للتفكيك امتياز جذري على  التي تحاول البحث عن المعنى المفقود وتفترض وجوده خلاف الممارسة الهرمينوطيقية ¯herméneutique داخل النص ومنه يكون من السهولة بمكان إيجاده عبر ممارسة القراءة. إن الهرمينوطيقا تسلم سلفا بمعنى معطى داخل النص . في حين التفكيك لا يقر بذلك ، إذ ليس ثمة معنى بإمكان النص منحنا إياه . لأن النص هو ما يتعذر عن التحديد والتعيين.كل نص مشكل من نصوص لا متناهية من طبقات نصية ، النص  يحمل تناصه. مما يمكنه من أن يحظى بامتياز ما نسميه بالـ:فو-نصية hyper textualité ،و هي بمثابة ممارسة تناصية  textualité تنجز داخل الجمع . مجاوزة ما تصر جماعة نظرية النص على تسميته ب النصية و التي بدورها تتم داخل تنضيدات لنصوص عديدة . النص الذي يعترف به التفكيك هو النص الذي بمرجع نفسه، ويحيل إلى داخل. كل نص هو بمثابة ميتا-نص Méta-texte.أي نص كلي . إنه اللاحسمية  . In-dicidabilité المنفتحة على إمكان اللاممكن possible de l’impossible إذ لم يعد مجديا القول أن اللغة تقيم داخل الوجود بل صارت الوجود عبنه. جاعلة منه وجود نصي.هدا ما يمنح لنا بدوره إمكان الحديث عن انطولوجيا نصية تشمل النص الجزائري المكتوب في زمن الدم و الرماد.حيث صار النص الجزائري يتماثل و تراجيديا القتل و الدمار . هنا تكمن بالنسبة إلينا أصالة التفكيك   فهو إما أن يكون اكتشافا invention أو لا يكون. إنه لا يطمئن للإجراءات المنهجية ، بل نجده دائما يشق لنفسه طريقا . إنه سير ووسم Marcher et marquer وكتابة التفكيك لم تكن أبدا منهج  méthodos يقول دريدا: كل ما هنالك الطريق(3)hodos.كتابة التفكيك لم تكن أبدا غاية في دانها. تمكنها من ان تلامس نهايتها . إنما كانت على الدوام تصر و بعناد على إن تبقي على لا-اكتمالها.منتجة قواعد لإمكانات أخرى تحمل اختلافها الجدري.التفكيك لا يتوقف عن السير عند حصول الاطمئنان النظري. بل انطلاقته تلزمه بحركة إثباتيه. إن كل تفكيك إثباتي يعيد باستمرار اكتشاف المستقبل(2) إنه (أي التفكيك)  حركة لا تعرف  القرار والاستقرار  بقدر ما يندفع  بنشوة أبروسية مفرطة نحو الفرار والاستنفار ، كثيرا ما أكد دريدا أن كل تفكيك هو لا-تفكيك . تفكيك يفكك التفكيك عينه. إنه ممارسة مفتوحة والغرض من هذا الانفتاح اللا-نهائي الإبقاء على إنتاج المعنى طبعا الأمر لا يتعلق ابدابعدمية  nihilisme ولا بشكوكيةscepticisme   نسكية وإنما هوا لإثبات الجذري على الاكتشاف وإعادة الاكتشاف للاكتشاف ذاته . إذ لم يعد في اعتقاد دريدا ما يتم اكتشافه وإنما كل ما نحن مطالبون به لحظة الذهاب إلى التفكيك أن نعتقد بأننا سنكتشف الاكتشاف نفسه . اكتشاف مكرر. إن التفكيك هو اكتشاف للاكتشاف(3) وهو لا يطمئن للإجراءات المنهجية ، يشق بأناة وصبر طريقه المفتوح على كل الإمكانات ، كتابته ليست منحازة ولا تستقر أبدا عند حدود الطمأنينة ، التفكيك لا شيء يقول دريدا ، ولهذا لم (4) يكن يوما منهجية ولا مذهب واضح المعالم يمكننا من ممارسة أسلوب ما على نص يخطى عن حقيقته ليس التفكيك  ممارسة سلبية قائمة على خلق بؤر للصراع والمواجهة بل نكاد الجزم أنه لن تقوم له قائمة إلا بفضل المحبة Amours ،الحب هذا اللا-متجلي ، المقيم حيث أفق اللانهائي الرافض الإعلان عن نفسه ، اللغز الذي يرتب مواعيد اللقاء الأول والذي يفضل الإبقاء على الانتظار مرجئا ومؤجلا أي مفتوحا على الانتظار عينه(5) . هكذا يبدو هاجس آسيا جبار صوت ينتظر الانتظار ذاته، إنها تترقب تشكل اللغة القادمة langue à venir La اللغة الراقصة التي تتداخل فيها لغات ثلاث: اللغة البربرية، اللغة العربية، واللغة الفرنسية.

 

كتابة اللغة…اكتشاف الجسد

إن لحظة اكتشاف الجسد هي اللحظة التي يسبقها اللقاء بالآخر. لقد حدث اللقاء مند الطفولة، عبر لغة الأخر التي منحها إياها الأب. إن لغة الأخر هي بالنسبة إلى آسيا جبار لغة الأب ، هبة تأتي دائما لتضعنا أمام نداء إثبات الذات،وشق الطريق أمامها قصد بلوغ إعادة اكتشاف الذات . لقد كانت والد آسيا جبار يحترم الفرنسية أكثر من الفرنسيون أنفسهم. لهدا تجعل منها لغة الأب ، و في مقابل هده اللغة ثمة لغة أخرى هي لغة الأم اللغة المنهزمة التي لا تزال تعيش انكساراتها في صمت . اللغة الأصلية التي يهيمن عليها أي مركزي مجهول الهوية.لا محدد المعالم اتا تقليدي ينكر عليها أحقية ممارسة الكتابة لأته لا يرى فيها أي الكتابة إلا ممارسة ذكورية خاصة بالفحولة . فبين لغة أصلية جريحة ترابط أمكنة الذاكرة و بين لغة متوهجة بحرقة شعريتها  و بما تحمله من ارث معرفي حيا ولا يزال فاعلا ستختار أسيا جبار اللغة الفرنسية": أنا كتابة امرأة وليس لي  سوى كتابة واحدة هي  كتابة فرنسية . فانا أقدم نفسي دائما لأول وعلة ككاتبة كروائية لا تحمل إلا لغة واحدة هي اللغة الفرنسية (6). تكتب أسيا جبار لغة غير لغتها تجد حضورها في حضورها . طبعا الأمر لا يتوقف على جعل الكتابة مجرد هوية، بقدر ما هي تجربة للتحول الدائم.والنوق نحو الانعتاق من الأصوات التي تحاصرها، أصوات أبناء بلدها. إن الأخر يعكس بالنسبة إليها فرصة بلوغ الحلم الأمل.هذا الآخر الذي سواء كان بعيدا عنها أو قريبا منها، لن يكون إلا مخلصا مانحا لها الكيفية التي عبرها تتمكن من شق طريقها نحو لغة موعودة. اللغة المنتظرة:' داخل الانتظار أجد نفسي انتظر الانتظار ذاته.(7)"فعند منح الأخر لغته لأسيا جبار تمكنت من تحويلها إلى  حجاب تتوارى من خلالها عن أعين أولئك الدين يعانون اقتصادا جنسيا رهيبا .لغة الأخر الذي يعدها بالاحترام ،.هدا ما تؤكد عليه حينما تشير بأنها أمست محترمة من قبل مجتمعها، حينما كتبت داخل اللغة الفرنسية . لحظتها تمكنت من محو جذرية الخطاب الذي بجعل من الأخر مصدر الشر المطلق وانه لاياتينا منه إلا الخراب والدمار . لن يغدو الأخر مع أسيا جبار ملتبسا و لا غامضا .نكون لحظتها أمام ضرورة إعادة النظر في فهمنا و قراءتنا للغرب .ملزمة ضرورة التفكير في آليات جديدة تمكننا من تأكيد دواتنا خارج منطق المواجهة و الصراع . كما تصر آسيا جبار في آن معا على إعادة اكتشاف المرأة. المرأة التي تعبر عن صوتها داخل صمت الآخر (داخل صوته) إذ وعلى خلاف ما يؤكد عليه رولان بارت بأن الآخر هو دائما الغامض والحامل لأسراره ". (8) اكتشفنا ان آسيا جبار تجعل من الأناmoi المنحدرة منه جينيالوجيا هو من يحمل التباسه وغموضه مانعا عن الآخر الأحقية في اكتشاف مفاتيح أسراره ، أنا تقليدي يهشم الهوية ، يخنق اللغة ويقوض الكتابة ، جاعلا منها حكرا على جنسه فقط . هذا ما جعل حسب آسيا جبار اللقاء مع الآخر أمرا ضروريا ، فهي فضلت الذهاب إليه حينما بدأت الدولة الوطنية الشاعرة بانهزامها في أول امتحان لها في تأميم اللغة والهوية ، فالإقصاء والنبذ والتهميش بدأت مع محاولات التعريب المجانية والمتسرعة ، لهذا أجد موقف آسيا جبار من اللغة العربية إنما يرجع أساسا إلى موقفها من التعريب وليس من اللغة ذاتها . لحظتها رسمت لنفسها استيراتيجية شقت أمامها طريقا يمكنها من الانفلات من أنا مهيمنة ، ولم ترى من سبيل لتحقيق هذه المهمة إلا عبر الكتابة داخل لغة الآخر ، جاعلة منها اللغة الوحيدة القادرة على تحقيق حلمها في التحرير. لكن ما الذي يتبقى حينما نكتب داخل لغة الآخر ونتخلى عن لغتنا المحلية ؟ ما الذي سيكون عليه الأمر لحظة امتلاكنا للغة واحدة هي ليـست لـغتنا ؟ هل سنكون أمام فقـد للغة الأصلية لحظة الكتابـة داخل لغـة الآخر، هي نفسها تمثل فقـدا آخر ؟ إننا أمام فقـد disparition مضاعف. إن آسيا جبار تجد نفسها في وضعية جد حرجة حيث يختلط عليها الأمر حتى وإن وجدناها وبصلابة تتبنى لغة الآخر التي تكتب داخلها ، إلا، فكثيرا ما تقر بأن التصور بالفقد مرهون بعدم التواجد بداخلها إلا أنها تؤكد بأن اللغة الفرنسية تشكل خطرا عليها وفي الوقت ذاته نلمس لديها نوع من الحميمة للعودة إلى الكتابة باللغة الأصلية على الرغم من عدم التواصل معها ، فعلاقتها بها لا تزال متوترة. توتر يحمل أنطولوجيته الشعرية ": أن أكتب هذا يعني أ ن أسير وأن أمشي مشية جدتي ، المشي كتابة وهو الوحيد الذي يجعلنا نعلن عن تواجد صوتـها حتى وإن كانت الأداة غير أداتها(9).

 

كتابـة الجسـد … [ اكتشاف ] حجاب الصمت                                                        

اللغة في الجمع، لن تكون اللغة الجزائرية إلا تعددا .و أي حديث عن هوية بعيدا عن هذا التعدد حديث لا طائل منه ، فالجزائري وإلى يومنا هذا لم يمتلك بعد لغة واضحة تمكنه من التفكير والإبداع داخلها أو على الأقل لغة تمكنه من إنجاز تواصلا قائما على التبادل والعطاء. فأمام غياب مؤسسات غير مؤد لجة، تفكر في الوضع المأساوي الذي آلت إليه المسألة اللغوية و التاريخية ، لن يكون حليفنا إلا الضياع . إن المجتمع الجزائري تاريخيا مسكون بلغات ثلاث حسب آسيا جبار ، وإن خارج هذه اللغات لا يمكن أبدا حل سؤال الهوية الوطنية. اللغة الأولى: تلك التي ورثناها في الفترة البربرية ، لغة قديمة ، لغة يوغرطة ، ذات أصول ليبية libyque وهي في الغالب لغة متمردة ومتوحشة. اللغة الثانية : لغة الكتابة ، لغة الكتاب المقدس والصلوات الخمس ، لغة الرسول محمد في كهفه ، يستمع ويرى جبريل ، إنها اللغة العربية ، أخت الدارجة. اللغة الثالثة: وهي لغة سادت الأمس والذين انتهى أمرهم لمغادرتهم الوطن بعد التواجد فيه لمدة طويلة، رحلوا وتركوا ضلالهم على هذه الأرض، لنقل أنها لغة فرانك.(10) ولن يتم التأسيس لأية هوية إلا عبر الإقرار بالاختلاف الحاصل داخل الهوية عينه . فهويتنا هي الاختلاف عينه ، الاختلاف المؤسس للذات الجزائرية ، اختلاف رحيم، اختلاف مرح، يقيم حيث التعدد اللغوي. أما اللغة الرابعة المشكلة بعد إحداث مزجا انطولوجيا وإيتيقيا في آن معا بين الثالوث اللغوي ، تمنح لها آسيا جبار تسمية " اللغة الراقصـة . " لغة الجسد ، ترى فيها اللغة القادرة على إبانة هوية هذا البلد ، لغة الجسد من تعدد اللغات ، ليس ثمة حساب أو تعداد للغة وما الجمع إلا هوية يميز كنه الذات الجزائرية ولغة الجسد هي دوما لغة الكتابة . حينما تمسك اليد باليراع لن تخط ولن ترسم إلا تمايلات و ترنحات  وشطحات وجنون الجسـد.إن كل من الاختناق ، الترنح ، التيـه ، الجنون ، الوثب … هي بمثابة توصيفات الجسـد المكتوب برقصاته ، الجسد باعتباره لغة لدى آسيا جبار .فلغة الجسد هي من هوية الوطن، هوية جوهرها الماهويeidétique هو  الاختلاف.الهوية عين الاختلاف . الاختلاف مع/ضد الذات في آن معا . هذا ما توعدنا به آسيا جبار وهي تنجز كتابة حول الكتابة. إن الكتابة غياب يدعو إلى الكلام ، يشجع ويحدد جوهر الكتابة ويكون في العمق تحركها النابض بالمعنى الذي يقصده مشال دو سارتو Michel de Certeau في مقدمة عمله الموسوم بـ : "الحكاية العرفانية" La fable mystique(11) تندرج الكتابة في فضاء عدم التلاقي ، بين الكلام والواقع ، بين المعنى واللا معنى  ، بين المتجلي واللامتجلي .الشيء الذي يسمح لنا بالسكن إستعاريا فيما هو خارجي محض ، خارج اللغة حيث ليس يوجد إلا النص وحيث ندرك ان تحديد علاقة آسيا جبار بالكتابة كان أقوى من إبراز علاقتها باللغة الفرنسية اد حملت هذه العلاقة بالنسبة إليها بعدها الإيتيقو-أنطولوجي. كتابة تقبل باللغـة كـ : " حجـاب " écriture comme voile تمارس التخفي ألقصدي أي الاسكاموتاج escamotage تجلي  اللامتجلي . والحجاب الذي اختارته آسيا جبار لم يكن مركزا بقدر ما كان هامشا،لأن الهامش يضمن لها متسع من حرية الحركة والسير. في حين يعرقلها المركز من فرط هيمنته وإكراهات الممارسة على جسدها من قبل أولئك الرافضون عليها أحقيتها في الكتابة ، لهذا اختارت الهامش .Sur les marges de la langue à traverser et à inscrire ce serait la seule marche, notre seule mouvement profond au creux même de la langue. En action, les mots qui s’écrivant et qui se crient au-dessus de vide du vertige (12). آسيا جبار لا تقدم نفسها باعتبارها كاتبة بلغة معينة ، اللغة في بعدها ألهوياتيidentitaire المدافع عنه داخل أنظمة الخطابات المسيجة ، تارة باسم قومية هشة وتارة أخرى باسم حداثة رثة ، هوية جبار هي اللاهوية . إنها الكتابة الممارسة داخل لغة اختارتها لأنها رأت فيها نموذج الاحتجاب الذي يمكنها من الانفلات من أعين الرقباء . « Je suis femme d’écriture, j’ajouterai presque sur un ton de gravité et d’amour ; je n’ai qu’une écriture celle de la langue française avec laquelle Je trace chaque page de chaque livre (11) », إن اللغة الفرنسية هي لغة العبور والاختراق Passage et transgression لم تكن أبدا مجرد لغة للتواصل مثلما يعتقد الألسنيون   .إنما هي العنصر الأنطولوجي القادر على أن يكشف وبصورة جذرية معاناة الكاتبة. تفضل آسيا جبار الإقامة داخل اللغة الواحدة، اللغة الأصلية، لكن في السكنى يقيم بدوره التعدد اللغوي، الكفيل بإبراز هوية هذا البلد. إن فرار آسيا جبار الاضطراري كان ضروريا، كان لابد أن تفر إلى لغة غير لغتها الأم، اللغة الأصلية. لكن هل ثمة فعلا لغة أصلية ؟ إن وهم الأصل هو ما يورط الكاتب في مأزق الإيمان بقداسة اللغة ، كل قول بلغة أصلية ، لغة محضة هو قول يحمل زيفه . في البدء لم يكن ثمة بدء وإنما كان اللا-بدء إن فرار آسيا جبار هو نوع من التخفي . خفاء الصوت عبر تفضيلها الحفاظ على نفسها مرتدية حجاب اللغة . المرأة هنا تنسج أنوثتها عبر لعبة التخفي، فهي منزوع عنها كل مقاومة. لهدا تلجأ إلى  الحيلة البينولوبية la ruse pénolépéenne  لكن و إن كانت بلا مقاومة فلأنها احتفظت لنفسها ما يجعلها أكثر قوة.

لقد أبقت على الحقيقة عبر حفاظها على الحجاب ، الذي من خلاله يحدث لها الاسكاموتاج ألقصدي منفلتة من مركزية الأنا ، مركزية لم تكن أبدا. يقول دريدا: مؤسسة فكريا بقدر ما كانت مجرد وهـم ، إن لعبة النسـج tissage هي لعبة بيبولوبية  اللعبة الرابحة، التي تنسج نصا وعبر النص تنسج المرأة أنوثتها ، هي ذي حقيقة الحجاب الذي تتخذ منه المرأة عنصر الاختفاء والتواري مفضلة الحجب والتستر دون فرض أو قيد ، دون سلطة أو شرع . (14) الكتابة هي حجاب الصمت . أكتب لكي لا أصمت، فأنا أكتب هذا يعني أن نكتب نصا يصير أدبا . إننا في أول الأمر لا نكتب أدبا ولا فلسفة ، إننا لا نكتب شيئا. إنما نكتب فقط الكتابة . الهوية ليست مجرد ورق و لا مجرد عرق ولا حتى مجرد دم وإنما الهوية هي قبل كل شيء الكتابة ، وإذا كنا في الغالب نجعل الكتابة للتواصل فإن آسيا جبار جعلت منها أداة أداة للتحـول الكتابةtransformation فالحجاب الذي نتحدث عنه من هويـة  اللغة . ذلك لأن كل وحجابه، ومنه كان لكل واحد منا كتابته. لذا تسبق الكتابة عندنا اللغة، إنها تقيم حيث الكتابة معبر عنها في الصوت الممتنع عنه أحقيته في التعبير عن كيانه، ثم تحضر اللغة كلحظة للتواري والتستر وهذه اللحظة تجسدها حسب آسيا جبار اللغة الفرنسية . ويبدو أن لفظ الحجب voiler  و مرتبط كلية  بلفظ اللا-حجب dé-voiler. هنا تكمن الحقيقة الضائعة ،التي معها تبرز الكتابة الجبارية كلحظة محاولة بعثها من جديد . الحجـاب هو هذا التفريقséparation في الاصطلاح الليفيناسي (  نسبة إلى ايمانويل ليفيناسE. Levinas (14)) المعطى من قبل الإله و إن كل عطاء    Donné هو بمثابة أمرordonner. إن حجاب آسيا جبار لا يهب لنا شيء ، إنه كشف عن اللا-كشف ، إنه حقيقة اللا-حقيقة . حجب دائم ، حجب لا-نهائي وفي الحجـب ثمة كشف أي فبقدر ما تم الحجب بقدر ما كان مستمر voiler c’est dévoiler فبقدر ما تم الحجب بقدر ما كان اللا-حجب . والحديث عن الذات خارج لغـة  الأجداد La langue des aïeules  يعني لا-تحجب. طبعا لا يتعلق الأمر بالخروج النهائي عن لغة الطفولة قصد إحداث نفيا مطلقا. إن الحجب هو أيضا بمثابة الحدث الذي يصير مثلما تشير إليه اللغة العامية « خلاه عاري mise a nu " إن هذه العبارة ترجع بالتحديد إلى لغة المحتل الغازي. إذ ومنذ أزيد عن قرن وهو يستحوذ على الكل ما عدا شيء واحد لم يتمكن منه. جسد المرأة . فوحده مثلما تؤكد آسيا جبار: لم يتعرض للمصادرة من قبل المستعمر ، وهذا يرجع إلى قدرة المرأة على التخفي. الحجاب كان ولا يزال منعا عن العدو من ملامسة جسد المرأة. نحن لا نرى ولا نسمع الحجاب وإنما نلمسه.الحجاب هو ما يمتنع عن الرؤية. وحدها المرأة انتصرت على عدو الكتابة لكونها لم تمنح فرصة تسمية ما جاء لأجله. الاحتجاب يحرمنا من التسمية . إنه اللا-تسمية. لكن ما الذي يعنيه شيء ما نقدم عليه من دون أن يحمل اسما ؟ إن في عدم تسمية الفعل إرجاء له. ها هنا تحديدا يقيم الاختلاف الأنثوي مؤسسا أفق المغايرة و الاختلاف الجدري.اختلاف ترفض من خلاله المرأة من أن تغدو مجرد عنصرا سلبيا، غير فاعل. مجرد متفرج وتصر على أن تكون الفاعل. إن المرأة تقلق وتزعج، كائن un heimlicht وفي آن معا ترفض أن تكون موضوع الفرجة لقد مكنها الحجاب من أن تقف أمام الآخر القادم من الضفة الأخرى غازيا من أن تحرمه من متعة الرؤية والاكتشاف:Confirme le rôle du voile comme instrument de l’expression féminine, ici la ré- instance passe par une stratégie du non-regarde qui mie la victoire française elle-même l’indigène même quand il semble soumis n’est pas vaincu, ne lève pas les yeux pour regarder son vainqueur, ne le reconnaît pas, ne le nomme pas .(15)

تحاول آسيا جبار أن تنجز خطابا حول الاحتجاب، عبر غيرية اللغة (الحجاب). إن الاحتجاب ملاذ جميل لكن اللا-احتجاب فرار مقيت و مرعب.كل كقنlinceul  يلخص جوهر احتجاب ما ، هكذا لا تجد آسيا جباراي قلق أو توتر وهي تتجه نحو الأخر-أنا l’autre-moi وتستعير لغته. بكل ما تحمله كلمة الإعارة من استعارة . لكن هذا الكفن هو بمثابة تجلي لما ينتظرها، لحظة العودة إلى أولئك الذين يسعون من أجل إقصاءها. ستكون الكتابة  بالنسبة إلى آسيا جبار الذهاب من دون التفكير في الرجوع . إنها ضد-حنين anti-nostalgie إلى وطن يوزع ساسته ورجال دينه خطابات الوهم. خطابات الهزيمة والانكسار. إن آسيا جبار لا تضطرب عندما تقرر مضطرة الذهاب إلى حيث الضفة الأخرى، إلى حيث الآخر- أنا l’autre-moiلكن قد يحزنها ما آل إليه وضع الوطن من دمار وخراب. الرعب كل الرعب هو ما ينتظرها لحظة العودة إلى أرض الدم والرماد. يهيئ لها أبناء وطنها كفن في وطن ينسج باستمرار كفنه . ومنفى يعدها باستمرار الموت، فلا الذهاب يخلصها ولا الرجوع ينقذها. كل فرار يقيم حيث  اللا-استقرار وكل قرار سيكون مصدره الاستنفار. إن المرأة هي عين الإقامة لهذا لا تجد لنفسها أية إقامـة. فإذا  كانت السكنى habitable  فهي تقيم من دون سكنى. إن الحجاب الذي تتحدث عنه آسيا جبار ليس مجرد حجاب الاختفاء وإنما هو بالإضافة إلى ذلك حجاب الإيحاء و على الرغم من كونه يمنع كل رغبة فهو أيضا حجاب شامل يخدش مباشرة رغبة الرجل  . لحظة إلزامها ارتداء  الحجاب يمنع نفسه من رؤيتها . إنه يحرم نفسه منها، يقمع رغبته بصورة إرادية فتصير لحظتها المرأة رائية لا مرئية، و بعمله هذا كان ولا يزال يعاقب نفسه. حينما يحرمها من رغبـة الرؤية لهذا يصير حجاب المرأة لا-حجاب بالنسبة إليها وإنما هو حجـاب على الآخر. إذ كيف يعقل أ ن تتمكن آسيا جبار من الكتابة داخل مجتمع يمنع عنها هذا الامتياز ويريدها أن تصمت ؟ إنه حينما تعلن المرأة الجزائرية تقول آسيا جبار عن بدء مباشرتها تجربة الكتابة تكون معرضة للإقصاء من قبل مجتمعها. نحن نعلم أن العديد من النساء يكتبن داخل اللغة الفرنسية لأنها منحتهن إمكان التحرر، تحرير أجسادهن أي أن يحتجبن وعندما تريد المرأة الجزائرية التعبير عبر الكتابة فكأنها تحاول إنجاز تجريبية حول هذا الإقصاء ، ففي الواقع المجتمع يريد الصمت أي إنه يريدها أن تصمت(16).

 

 

 ---------------------------
(1)Voir : Rabah soukhal : le Roman algérien de langue française ( 1950 – 1990 ) , Edition Publisud , Paris , 2003
أنظر أيضا : أحمد منور ، الأدب الجزائري باللسان الفرنسي ، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر 2007 .
*اسمها الحقيقي فاطمة إمالاين ، اشتهرت باسمها الأدبي آسيا جبار ، ولدت بمدينة شرشال في 04 أوت 1936 ، زاولت دراستها الابتدائية والمتوسطة بمسقط رأسها ، وواصلت تعليمها الثانوي بالقسم الداخلي لثانوية " موازية " بولاية البليدة ، عندما حصلت سنة 1953 على الباكالوريا  والتحقت بمدرسة ( فرنسا ) سنة 1955 وتخصصت في مادتي : التاريخ والجغرافيا غير أنها توقفت عن الدراسة سنة 1956 استجابة تخريج الأساتذة بـ " سافر " sèvresلندا ء جبهة التحرير الذي وجهته في 19 مايو من السنة المذكورة للطلبة الجزائريين لكي يلتحقوا بصفوف الثورة ، لكنها عادت بعد سنة من دلك لتكمل الدراسة و تحصل على شهادة الليسانس في التاريخ  وفي 1958 ، تزوجت و التحقت بتونس لتسهم في الإعمال الاجتماعية لجبهة التحرير، وأجرت مجموعة  تحقيقات صحفية في مخيمات اللاجئين على الحدود التونسية الجزائرية. و اغتنمت فرصة وجودها بتونس لتعد دبلوما عاليا في التاريخ بالجامعة التونسية. ثم سافرت الى المغرب ، و اشتغلت بالتدريس في جامعة الرباط الى ات عادت الى الجزائر غداة الاستقلال سنة 1962 .حيث واصلت التدريس في قسم اللغة الفرنسة بجامعة الجزائر . وبعد زواجها الثاني سنة أتبعتها برواية  " القلقون " la soif 1978 عادت إلى الإقامة في باريس ن والى حد اليوم . أصدرت أول رواية لها سنة 1957 بعنوان " العطـش " 1958 ، وتعالجان موضوعات اجتماعية ، أما روايتها الثالثة أطفال العالم الجديد فتتعلق بثورة التحرير ، وقد كتبتها أثناء وجودها بالمغرب ونشرت سنة 1962 ثم أصدرت أعمالا أخرى بعد الاستقلال روائية سينمائية 1967 ونساء مدينة الجزائر في بيوتهن 1979 ، الحب ، الفنتازيا  1985 ، وفكرية متنوعة ، أهمها : رواية القبرات الساذجةles alouettes naïves 1997Oran langue morte  1995 ، وهران اللغة الميتة ، واسع هو السجن Vaste est la prison  1995 بعيدا عن المدينة Loin de Médine 2003 وفيلم " نوبة نساء سنوة " الذي حصلت به على جائزةLa وآخر عمل روائي لها هو فقد اللغة الفرنسية disparition de la langue française في مهرجان البندقية سنة 1979 وفيلم بعنوان : "االزردة وأغاني النسيان" سنة 1982 وانتخبت سنة 1999 عضوا في الأكاديمية الملكية البلجيكية للغة والأدب الفرنسي التي تسند بعض المقاعد فيها إلى كتاب الفرانكفونيين الأجانب ، لتحل محل الكاتب الأمريكي باللغة الفرنسية " جوليان غرين " الذي    (إيطاليا ) 1998 ، كما لها أيضا في توفي في العام المذكور وجائزة السلام للناشرين الألمان ( فرانكفورت ) 2000، وجائزة الدولية لبالمي  palmi ولها أيضا أعمالا مسرحية أهمها  بعنوان : هذه الأصوات التي تأسرنيCes voix qui m’asseigrent المحاولةessai ، إذ أصدرت سنة 1999 محاولة وعملا آخر بعنوان : عائشة ونساء المدينة de médine femmes  (Aicha et les 5 actes ) ( بنات إسماعيل في الريح والعاصفة ) دراما موسيقية 2000).  3actes درما موسيقية 2001
*اسمه الأصلي حاكي دريدا فيلسوف فرنسي-جزائري – يهودي معاصر ، ولد في الأبيار ضواحي الجزائر العاصمة سنة 1930 عاش فيها حتى أتم دراسته الثانوية عام 1949. صدرت أول دراساته الفلسفية عام 1954 بعنوان : مشكلة النشأة في فلسفة هوسرل .Question de genèse dans la philosophie de Husserl. قام بتدريس المنطق والفلسفة العامة في السريون عام 1960، ثم انتقل بعدها للتدريس في مدرسة المعلمين العليا وأصدر ترجمة لكتاب هوسرل :' أصل الهندسة 'عام l’origine de la géométrie 1960 ، ثم الصوت والظاهرة  la voix et phénomène . انطلقت   شهرته في العام 1967 الذي أصدر فيه ثلاث كتب : علم الكتابة  de la grammatologie والكتابة  و الاختلاف Ecriture et différence في عام 1975 عمل أستاذ في الولايات المتحدة الأمريكية وبداية تأسيس مدرسة يـال  Yale في النقد الأدبي في عام 1982 . قام بمعية جماعة من الفلاسفة بتأسيس المعهد الدولي للفلسفة بباريس . توفي     يوم 09 أكتوبر (كانون الثاني ) 2004 ومن أهم  اعماله: النواقيس les glas1972 ،   التشتيت dissimilations 1972.
 1990 ، عن الحق في الفلسفة Du droit à la philosophie  . عن الروح ، هايدغر والسؤالDe l’esprit Heidegger et la question 1987.
، الوداع : لإمانويل ليفيناس Adieu à E. livénas 1994، سياسات الصداقة Politique  de l’amitié  1992 أشباح ماركس Spectres de Marx1999، الأحجبة Voiles1997.
*الهرمينوطيقا علم يقوم بتحديد المعاني الأساسية لتأويل النصوص خاصة الدينية منها ، وهي إلى جانب ذلك فن الفهم والتأويل وما يتبعه من شرح وتفسير وبحث في أغوار المعاني والدلالات بغرض استكشاف ما هو مخفي ، واستنطاق ما هو صامت ، فالنص الذي يشكل المادة الأولية لمبحث الهيرمينوطيقا منذ شلايرمخر ودلتاي مرورا بغادمير وريكور وغرايش وفي النهاية اللغة .    
                                                           
(2)voir Jacques Derrida , Moscou aller-retour , Edition de l’aube , paris ,1995 p 134
(3) voir Jacques Derrida : psyché , l’invention de l’autre , Tome 01 , Edition Galilée ,1999 , P 39
(4) voir Jacques Derrida : Ibid , opcit , P 45
*la déconstruction comme telle ne se réduit m’a une méthode (réduction au simple) m’a une analyse, Elle va au de la décision critique de l’idée, de l’idée critique même, c’est pourquoi elle n’est pas négative …elle accompagne toujours une exigence affirmation , je dirai méme qu’elle ne va jamais sans amour.) Jacques Derrida dossier in magazine littéraire N° 430 Avril 2004.
* une voix en moi , même pas ironique dans l’autre 
     Je suis en attente « Voir Assia Djebar : la disparition de la langue française , Edition Albin Michel , Paris , 2003 , P 33
(5) voir Assia Djebar , ces voix qui m’assiégent , Edition Albin Michel , Paris ,1999 .
     (6)  أسئلة الكتابة أو حوار الفلسفة والأدب ، ترجمة : إدريس كثير و عز الدين الخطابي ، أنظر ادموند جابيس ، منشورات دار  ما بعد الحداثة ، فاس ، الطبعة الأولى 2003 ص.ص 20 -  21.
(7) voir Assia Djebar : ces voix qui m’assiégent, Edition Albin Michel, Paris 1999 P 54 – 55 – 56
(8)   voir Michel De Certeau : la fable mystique Edition Gallimard, Paris 1980
(9)  voir Assia Djebar : ces voix qui m’assiégent , Opcit , P 28
(10) Voir Assia Djabar Ibid, P 42         
(11)  voir Jacques Derrida et Hélène céxous , voiles Edition , Gallimard Paris 1997 ,P 27
عن فكرة التفريق Séparation  ، ، أنظر العمل الرئيسي لايمانويل ليفيناس Totalité et infini Edition : la haye Martinus Nijhof , 1961 , ( Paris poche essais 1990)   
(13) voir Assia Djebar : Des femmes d’Alger dans leur Appartement, Edition Albin Michel 2002 , 1980 ,P 69.
(14) voir Assia Djebar : entretien in le monde ( 29 mai 1982 ).
 
 

فلسفة و ثقافة

علوم اجتماعية

علوم انسانية

أدب و ترجمة