
واقع تمكين المرأة في الجزائر
تعتبر الجزائر من بين الدول العربية التي فتحت المجال للمراة لاظهار قدراتها، و فرض وجودها في المجتمع في شتى المجالات، من خلال تنمية وعيها، باعتبارها عنصرا فعالا في عملية التنمية. فقد شهدت الجزائر منذ الاستقلال اهتماما متزايدا بالدور الذي تلعبه المراة في المجتمع و اهمية اشراكها سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا. و لهذا اولت اهتماما كبيرا بالتعليم خاصة تعليم الفتيات، بما انه اساس اي تقدم
واقع تمكين المرأة في الجزائر
د.هاشم امال، جامعة وهران 2
تعتبر الجزائر من بين الدول العربية التي فتحت المجال للمراة لاظهار قدراتها، و فرض وجودها في المجتمع في شتى المجالات، من خلال تنمية وعيها، باعتبارها عنصرا فعالا في عملية التنمية. فقد شهدت الجزائر منذ الاستقلال اهتماما متزايدا بالدور الذي تلعبه المراة في المجتمع و اهمية اشراكها سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا. و لهذا اولت اهتماما كبيرا بالتعليم خاصة تعليم الفتيات، بما انه اساس اي تقدم. و بالتالي خطت خطوات كبيرة في مجال تمكين المراة سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و محاربة كل اشكال العنف و التمييز.
فقد التزمت الجزائر بالمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الانسان بما فيها حقوق المراة ، و يتجسد ذلك في النصوص الدستورية التي اعتبرت الحريات الاساسية و حقوق الانسان حق كل مواطن و في مقدمتها المساواة بين المواطنين. و احسن مثال على ذلك قانون الانتخابات الذي اكد على مبدا المساواة بين الجنسين في الانتخاب و الترشح دون اي تمييز . فبعد ان كانت مشاركة المراة في الحياة السياسية ضئيلة و غير فعالة لسنوات طويلة، تغيرت الاوضاع بفضل الاصلاحات السياسية التي مست الدستور سنة 2008، و الذي تم بمقتضاها رفع عدد النساء في المجلس الشعبي الوطني من 30 امراة منتخبة الى 146 من مجموع 462 نائب، مما يمثل 31,60 %، و سمحت هذه النسبة بتصنيف الجزائر في المرتبة الاولي ضمن الدول العربية في هذا المجال و المرتبة 25 عالميا.
اما فيما يخص التمكين الاقتصادي، فسياسة التشغيل التي انتهجتها الجزائر في السنوات الاخيرة ساهمت في رفع نسبة النساء في مجال الشغل خاصة و ان القانون الجزلئري يحث على المساواة بين الجنسين في التوضيف. فالمراة اصبحت مندمجة بشكل ملحوظ في العملية الاقتصادية فهي تمثل 16 % في سوق العمل، رغم ان هده النسبة تعتبر منخفضة الا انها مقارنة مع بقية الدول العربية تعتبر مقبولة.
وفي المجال الاجتماعي، يتجلى تمكين المراة من خلال المستوى التعليمي، بحيث يعتبر هذا الاخير العصب الرئيسي للتمكين في كل المجالات، فهو العامل الرئيسي لرقيها و تقدها داخل اسرتها و المجتمع. و في هذا المجال حققت الجزائر انجازات كبيرة نتيجة مجانية و تعميم التعليم، حيث ارتفعت نسب التحاق الفتيات بالتعليم في كل الاطوار، و تكاد تقارب 100% في الاطوار الاولى و تفوق نسب الذكور في التعليم العالي،غير ان نسبة التحاق الفتيات بالتعليم العالي لا تتعدى 60 %. فكما هو معلوم للمستوى التعليمي دور في الحصول على العمل و على نوع العمل الذي سوف تمارسه المراة. فمن المعروف انه كلما ارتفع المستوى التعليمي للمراة مكنها ذلك من الحصول على عمل مرموق. كما وضعت الحكومة الجزائرية اجراءات لصالح المراة مثل حالات الولادة و الرضاعة و العمل الليلي لبعض المهن.
و اخيرا رغم الجهود المبدولة من اجل تمكين المراة في مجالات عدة، الا ان مازالت مشاركتها اقتصاديا و سياسيا تعتبر ناقصة خاصة و ان نسبة مشاركتها في سوق العمل تبقى ضعيفة مما يعرقل تمكينها اقتصاديا و بالتالي على الدولة مضاعفة الجهود من اجل توفير مناصب شغل للنساء من اجل المساهمة في التنمية و تحسين وضعيتهن الفردية و الاسرية .
قائمة المراجع :
-منظمة التعاون و التنمية الاقتصادية (2018).التمكين الاقتصادي للمرأة في بعض الدول العربية .ترجمة: المنظمة العربية للتنمية الإدارية .القاهرة. مصر
- منظمة العمل الدولية (2017).تحقيق المساواة بين الرجل و المرأة في المنطقة العربية في وسط عالم العمل.الاجتماع العربي الثلاثي حول مستقبل العمل.ابريل.
World Bank group(2020). Women ,Business and the Law 2020
- التفاصيل
- كتب بواسطة: مسير الموقع
- انشأ بتاريخ: 30 جويلية 2020