
حديث الثلاثاء الحلقة الخامسة
خلال الأسبوع الممتد من الثلاثاء 02 جوان لغاية الثلاثاء 09جوان نشر الأصدقاء على صفحاتهم وتبادلنا خمس مواضيع كبري والتي يمكن أن نجملها في العناوين التالية: مسألة السواد، الرق والإنسان المنبوذ وهو موضوع تقاسمه العديد من الزملاء كتابة وإعجابا ومن بينهم محمد جديدي، كما نشر كريم محمد بن يمينة مقال منشور لصاحبه نصير فليح، كما نشر كل من سالم العيادي ومحسن الزارعي صورة مع تعليق.الموضوع الثاني يتعلق بما نشره كريم بن يمينة مقالا لفتحي المسكيني سبق وأن نشر على مواقع أخري
حديث الثلاثاء في حلقته الخامسة "بمنتدى لاغورا"
الأستاذ بن مزيان بن شرقي، جامعة وهران2
خلال الأسبوع الممتد من الثلاثاء 02 جوان لغاية الثلاثاء 09جوان نشر الأصدقاء على صفحاتهم وتبادلنا خمس مواضيع كبري والتي يمكن أن نجملها في العناوين التالية: مسألة السواد، الرق والإنسان المنبوذ وهو موضوع تقاسمه العديد من الزملاء كتابة وإعجابا ومن بينهم محمد جديدي، كما نشر كريم محمد بن يمينة مقال منشور لصاحبه نصير فليح، كما نشر كل من سالم العيادي ومحسن الزارعي صورة مع تعليق.الموضوع الثاني يتعلق بما نشره كريم بن يمينة مقالا لفتحي المسكيني سبق وأن نشر على مواقع أخري، ولكني أردت العودة إليه لما له من علاقة ليس فقط بكورونا بل بالموضوع الأول، الموضوع الثالث يتوقف عند ما نشره رابح سبع، خولة ابراهيمي ومحمد مبتول حول سؤال الجامعة ومسألة اللغات. الموضوع الرابع نعود فيه لما نشره عمر بوساحة بمناسبة اليوم الوطني للفنان ونحاول أن نربط ذلك ما صرحت به أمل بوشارب حينما أجابت على وضع الثقافة عندنا وبتجربة مسرحية تعليمية نشرها أحد الأصدقاء على صفحته وتحمل إسم Ciné-Phila .
الموضوع الأول: نشر محمد جديدي مشكورا موضوع بعد الأحداث التي عرفتها الولايات المتحدة الأمريكية متسائلا عن علاقة القوانين بالسلوك والممارسة معلقا على صورة لزعيم الثورة الزنجية لوثر كينغ حيث يقول ما نصه ( تغيير القوانين لا يفيد ضرورة تغيير الذهنيات والممارسات في الصورة إحدى المسيرات السلمية والمناهضة للتمييز العنصري والحرب والفقر التي كان الزعيم مارتن لوثر كينغ ينشطها على طريقة غاندي بلا عنف (...)لم تتغير وضعية السود كثيرا بإلغاء العبودية لأن الممارسات القديمة بقيت موجودة وإن في الخفاء بل إنها معلنة في ولايات جنوبية أمريكية من قبيل الإجراءات التي وضعت لمنع الاختلاط بين البيض والسود في المدارس وحتى في الفضاءات العامة ووسائل النقل (..) اليوم أيضا وبعد مقتل جورج فلويد يتبين أن القوانين لم تغير الذهنيات والممارسات العنصرية، وأنه يتوجب أن لا تغير أمريكا من قوانينها فقط لأن شر العنصرية واللاعدالة، بات فيها مؤسساتيا داخليا وخارجيا؛ بل أن تغير من ذهنيات حاملي هذا الشر والتنديد به إعلاميا وسياسيا وتربويا قبل تقنين معاداته. هذا الهاجس يمكن أن نعثر على خلفية أكثر عمقا فيما طرحه نصير فليح، وإن كان المقال مخصص لترجمة المفهوم، في المنشور الذي وصلنا عن طريق أحد الأصدقاء وهو مقال يبين فيه صاحبه مفهوم الإنسان المهدور الدم عند أغامبين. فهو مصطلح كما يقول مهم في فلسفة أغامبين يريد من خلاله أن يقف على ترجمة مفهوم homo sacer إلى الإنسان المقدس أو المنبوذ أو المهدور. ما يهمنا أن هذا المفهوم هو فعلا ما يعبر اليوم عن حالة السود، وهو ما ألتفت إليه السود في أمريكا من خلال الصورة التي نشره سالم العيادي وعلق عليها محسن الزارعي شعار حمله السود في مظاهراتهم ويحمل معني أعمق للإنسان المنبوذـ، المقهور كما يقول فانون، مكتوب عليه لسنا عرب. ولكم أن تفهموا البقية.
الموضوع الثاني: يتعلق بتداعيات وباء كورونا مقال، حوار، فتحي المسكيني الذي أعاد نشره كريم بن يمينة على صفحته، أعود لمقال بعدما أستوقفني فيه تصور يمكن أن يكون إجابة عن الموضوع الأول ليس بتصور الإنسان المنبوذ ولكن بالتصور أو التصورات التي من المحتمل أن يكون عليها مستقبلا مفهومنا للإنسان حيث يقول المسكيني ما نصه ( إنّ البقاء في البيت هو “حجر” يشبه “العزل” لكنّه أقرب إلى “التّوحّد”، وإن كان صيغة ضعيفة منه. نحن “محجورون” لكنّنا لسنا “معزولين”، بل نمارس وحدة اختياريّة من أجل حماية إمكانيّة الحياة الّتي بحوزتنا. وعلينا أن نجازف هنا بالقول: إنّ “الحياة” هي الوحيدة الّتي تتكلّم الآن (مثل “لغة” هيدغر المتوحّدة دون عزل). إنّ الحياة تجعل توحّدنا بمثابة العلاقة الأكثر ربطاً بالمشترك الّذي يوحّدنا، نعني الشّكل الأكثر حدّة بالانتماء إلى عالم الأحياء.) فهل عودة مشكلة الزنوج أو الرق بصفة عامة هي عودة لسؤال الإنسان الإنسان ما بعد أو المتعدد الأبعاد؟؟.
الموضوع الثالث: سؤال الجامعة ومسألة اللغات حيث نشر كل من خولة الإبراهيمي ورابح سبع وكذلك محمد مبيتول على صفحة جريدة liberté مقالات تتعلق بمنزلة اللغا، وبالتكوين والبحث وبالجامعة ومسألة التسير العلمي والبيداغوجي يمكنني أن أقف هنا على بعض مما أثار إنتباهي في تلك الأسئلة العميقة والجذرية التي طرحها رابح سبع والذي حمل مقالة عنوان مهم Repenser l’Université Algérienne وهو عنوان كان محل الملتقي الدولي لروح الفقيد عبد القادر جغلول كما يشير إلى ذلك كاتب المقال نفسه.فبعض النظر على التشريح العلمي الذي يضعه للجامعة الجزائرية يطرح سؤالا مركزيا محرجا ومهما وهو ما جاء في نصه
La question qui se pose, non sans urgence aujourd'hui, est donc de savoir si l'Université algérienne, notamment la recherche scientifique qui y est menée, est apte à une aspiration anti-utilitariste ?
Une triple absence
Nous nous trouvons, de ce fait, face à une triple relation d'absence
- l'absence de distance critique par rapport aux paradigmes dominants, toutes disciplines confondues
- l’absence d'exigence de pertinence pédagogique et scientifique par rapport aux conditions de construction de la connaissance
- l’absence déontologique sous forme de déficit éthique drastique dans un grand nombre de structures d’enseignement et de recherche
Ce triple rapport d'absence a contribué et contribue encore à la reproduction élargie d'une université fondée sur le souci de sa propre pérennisation dans sa fonction fondamentale de formation diplômante. Dans ces conditions, trois types d’orientations, à la fois distinctes et relativement complémentaires, deviennent incontournables
L'acte fondateur d'un savoir autonome, c'est-à-dire l'essence même de toute université et partant de toute recherche scientifique, est d'être davantage habité par la recherche de la compréhensibilité, au sens de Wittgenstein, plutôt que par la prédominance ou la suprématie de l'utilité. Un acte de création mû par la triple exigence, à la fois de la “réflexivité”, de la “questionnativité” et de l'“imaginativité”. Cette triple exigence est la seule garantie contre le triomphe durable et ravageur de l'insignifiance qui a élu durablement domicile dans l’Université algérienne
الموضوع الرابع: اليوم الوطني للفنان، سؤال الفن معلقا إلى حين نشر عمر بوساحة بالمناسبة نفسها مقالا في شكل نداء، ترجي أو أمنية تجت عنوان دعوة إلى تجديد الواقع الفني وفيه يقول ما نصه (تعرَف الفنون عادة بأنها الانتاج الحر للجمال ووسيلة من وسائل تربية الذائقة الانسانية، وهو التعريف الذي تتفق حوله الفلسفات والشرائع، وكل الرؤى التي تعمل على إصلاح أوضاع الانسان، وتحقيق سعادته. ونشاط كهذا لا يمكن ان يمنعه الاسلام الذي جاء لخدمة الانسان أو يقف دونه. فالانصاب "المنحوتات" التي منعها القرآن هي تلك التي استخدمت في العبادة، والموسيقى التي دعا الرسول "ص" إلى تجنبها هي موسيقى القيان والمواخير. ومن دون هذا الفهم لا يمكن ان نبرر انجازات حضارة الاسلام في هذه الميادين، كتماثيل الاندلس، وموسيقى زرياب، وأشعار أبي تمام والمتنبي، وغيرهم، كما يعرف الجميع كثير والتي نتباهى بها والعالم كله كتراث عظيم للانسانية.... ألم يقرأ هؤلاء ما قاله ابو حامد الغزالي في الموسيقى وما كتبه الفارابي عنها، وما جاء في فتاوى الامام محمد عبده عن الفنون التشكيلية، وما دوَنه النقاد من نظريات حول الشعر؟) وهو محقا في ذلك لا لشيء سوي لأن الفن لم يعد فقط حاجة فردية للمتعة كما قد يظن البعض وإنما هو حاجة للمجتمع علينا أن نعود للفقرة 74-75 من نقد ملكة الحكم لكانط حتى علاقة الفن بالمجتمع وكيف يمكت للمجتمع أن يرقى من خلال تشجيع الفن. إن الفن في رأيي يجب أن يرتبط بالمهن وأن ترقي المهن إلى فن عن طريق الابداع، ولكن لا يتأت ذلك إلا فيما دعي إليه عمر حينما يقول ما نصه (ومن أولويات الاصلاح كذلك التوجه الى قضايا التكوين والاهتمام بالمتكونين، فليس من الفن ان يصبح اناس لا علاقة لهم بالابداع أسماء تتربع على عالم الفن، ويبعد المتخرجين من الجامعات ومدارس التكوين التي دخلوها لتفجير مواهبهم وطاقاتهم، ولا بدَ ان تكون أولويات الاصلاح كذلك محاربة أشكال الفن الرديئة المبتذلة، التي أصبحت تفرض فرضا على أذواق الناس، فلا يمكن ان نجعل من الفن مهنة من لا مهنة لهم، او مهنة من ضيع الطريق في مساره التربوي والتعليمي، فالفن موهبة وتميز نعم، ولكنه أيضا معرفة وتعلم، ودون هذا سنبقى نكرر الرداءة، التي أعطت الفرصة للمتربصين بالفن والجمال، الهجوم عليه واقناع الناس باعمالهم الهمجية.). وها نحن نقف على تجربة فيما نشره أحد الأصدقاء حول Ciné-phila . ولكن يجب مع ذلك أن نقر كما صرحت بذلك أمل بوشارب ( وهي مترجمة من اللغتين العربية والإيطالية ومقيمة بإيطاليا حسب المنشور في منشور نشره أحد الأصدقاء حينما أجابت على سؤال ما مدى حضور الثقافة الجزائرية اليوم في السوق الثقافية الإيطالية؟ حيث أجابت بما نصه ( مؤسسة الثقافة الجزائرية ليس لديها أي خطة أو استراتيجية للترويج لمنتجاتها الإبداعية في الخارج. كما أن الجزائر حاليًا (لحسن الحظ) ليست في مركز الأخبار العالمية، وبالتالي هي خارج مدار اهتمام الجماعات والمؤسسات الأجنبية التي تستثمر في المنتجات الثقافية المشتقة عن الأزمات الإنسانية والحروب. ولكن في المقابل، ثمة فاعلون ثقافيون إيطاليون يهتمون بالنتاجات الإبداعية للشعوب بعيدًا عن الصرعات الإعلامية. وهنالك دور نشر جادة، وأكاديميون ومترجمون وازنون، يحرصون على تقديم الأدب العربي عمومًا، بتفان وصدق، من أجل بناء جسور حقيقية متينة بين الثقافات، قائمة على علاقات صحية بين الشعوب).
⇓
إلى اللقاء في الحديث المقبل
الأستاذ بن مزيان بن شرقي
- التفاصيل
- كتب بواسطة: مسير الموقع
- انشأ بتاريخ: 09 جوان 2020