
حديث الثلاثاء في حلقته الثانية بمنتدى "لاغورا"
من إعداد الأستاذ بن مزيان بن شرقي، جامعة وهران2
خلال الأسبوع الممتد من 12 ماي لغاية الثلاثاء 19 ماي 2020 تقاسم الأصدقاء خمسة مواضيع تتعلق أولا بما نشره كل من ومحمد مولفي ومحسن الزارعي، ثانيا بما نشره مراد قواسمي ورابح سبع ، ثالثا بما نشر عن مخلوف عامر والحبيب السايح، ورابعا بما نشره كل من سهيل فرح ومحمد جديدي. وخامسا بما نشره حسن حماد.
أولا: ومحمد مولفي ومحسن الزارعي.
الموضوع الأول:
فيما يتعلق بالموضوع الأول حول المفهومياللغوي وأبعاده لمعني كلمة والذي نشره Mag Bouzon نص لفرنسوا شانج حول Confinement نشر بجردتي لوموند وفيغارو، والذي بعث لي به مولفي محمد حيث يقول صاحبه ما نصه
"Le mot confinement contient l’adverbe finement. Le confinement pourrait donc signifier « être ensemble finement », voire « vivre ensemble finement ». (…). Quelles sont les choses qu’on peut et doit faire avec plus de finesse ? (...) À commencer par apprendre à nous tenir debout, puis à avancer pas à pas vers l’espace qui s’ouvre devant nous. (…) Nous sommes en quelque sorte d’éternels apprentis, d’éternels amateurs. Il y a toujours lieu d’améliorer notre approche de la vie, avec plus de lucidité et de finesse. Le confinement obligatoire nous en donne l’occasion. D’abord, dans notre rapport avec les choses qui nous entourent. (…) Après notre rapport avec les choses, venons-en à celui, plus complexe, que nous entretenons avec les êtres. Le confinement crée des conditions pour vivre en compagnie des êtres qui nous sont chers, nuit et jour, sans une seconde de séparation. (…) comment ne pas aborder enfin le rapport avec soi-même. Dans le confinement, le sentiment qui domine chez chacun est la peur de se trouver seul à seul avec son ombre. Inévitablement, (…)il y a le présent à méditer et à métamorphoser, un présent bouleversé cette fois-ci par les actes héroïques des soignants et de tous ceux qui aident ; par les SMS reçus, qui donnent lieu à un authentique partage dans l’épreuve ; il y a le futur à préparer, un futur ouvert qui ne sera plus comme avant.(…). Chacun dans sa chambre, à sa manière unique, doit se tenir prêt à accueillir le rayon de vie qui se donne là, comme un ange annonciateur, comme un hôte d’honneur." FRANÇOIS CHENG via Michelle Metge
لهذا الموضوع في رأيي أهميتين: تتعلق الأولي أنه يوضح معاني ودلالات معني confinement كما هو موجود داخل قاموس اللغة الفرنسية والذي تم عندنا أو في بلاد عربية أخري تعويضه بمعني الحجر الصحي والذي يطرح مشكلة من زاوية الفقه القانوني لأن الحجر يتضمن بالضرورة فقدان الأهلية أو هو l’interdiction حيث ينص قانون الأسرة الجزائري في الفصل الرابع المادة 101 على مفهوم الحجر بمعني l’interdiction وهو ما كان في رايي يتطلب إستحداث مفهوم مقابل وأكثر قبولا ونعني به المباعدة الاجتماعية la distanciation social وكان الصدقين محسن الزارعي ومحمد جديدي قد تطرقا إليه في الأسابيع الماضية. أم الأهمية الثانية فتتعلق أن النص السابق يلتقي مع ما نشره محسن الزارعي خلال الأسبوع حول مفهوم الصداقة حيث قال ما نصه(...فالصداقة لا تحصل بالطلب، بل بالايماء، وهي تغذي الشعور بالوفاء و الانتماء الى النوع والعالم، ويمكن للمرء ان يتعلم عبر الصداقة ويكتشف أشياء وعوالم مدهشة وجذابة، ينفتح بها باستمرار على الآخر ، ويعايش عبرها نكهة الحدث ويحقق بواسطتها ضربا من اللقاء الاستثنائي، لقاء مسعد لا يطلب فيه الانسان الأشياء النافعة والوظيفية، بل يستحضر الاشياء المفرحة، وقد ذهب جيل دولوز في تفسير ذلك الاستحضار بالقول انه ضرب من الجمع بين الصداقة وفن الفكاهة، أين "يمكن للمرء أن يقضي ساعات مع شخص دون أن يقول كلمة، أو الأفضل، أن يقول أشياء لا معنى لها على الإطلاق، أن يقول أشياء عامة ... فكاهية، الصداقة فن فكاهي". على أن موضوع ومن زاوية مغايرة تناوله شكري مراد في منشور له بموقع جريدة الموجز العربي تحت عنوان الكورونا: نحو كوجيتو الخوف والسخرية حيث ذكر أن وباء كورونا جعل من الخوف كونيا أو ما سماه بكوننة الخوف علما أن ذلك في رأيه لا يمنع من أم للوباء إيجابية تجعل من الأنا يتحقق من حيث أنه كوجيتو من خلال طرد الخوف.
هذا الموضوع يلتقي كذلك ومن جوانب متعددة مع كل من:
1-الحوار الذي نشر موقع القدس العربي وترجمه عبد الدائم السلامي تحت عنوان ريجيس دوبريه وإدغار موران: ما نزال غير قادرين على رؤية الموت وجها لوجه حيث يجيب الإثنين على سؤال
الملاحظ اليوم هو ازدهار تيارات «الما بعد إنسانية» (المتكئة على تطور التكنولوجيا الحيوية). فهل نحن في طور إرجاء الموت عبر تمديد حياة الجسد البشري؟
- ريجيس دوبريه: لا نستطيع أن ندفع الموت عنا. وما يظهر من ذلك إنما هو يدخل في باب تعويض الإنسان خسائره التي حاقت به بسبب فقده الإيمان بخلود الروح، حيث يتم نقل فكرة تمديد الحياة إلى الجسد، لإعطائه قليلا من الخصال الجيدة. وهذا أمرٌ مضحكٌ جدا. لقد اختفت الصوفية القديمة، ونحن الآن نصنع أخرى جديدة: هي صوفية عالم التكنولوجيا. وهذا يشبه قليلا ما سماه إدغار، الخلود.
- إدغار موران: كنت أعتقد، في بداياتي البحثية، أن التطور العلمي يقودنا إلى استبعاد الموت تدريجيا، وهذا لا يعني أنه يقودنا نحو الخلود، لأننا ما نزال نموت بحوادث مختلفة، وإنما نحو تمديدٍ للحياة غير محدودٍ. وفي وقت لاحق، وخلال إقامتي بمعهد «سالك» للبيولوجيا في كاليفورنيا، أخبرني الكيميائي ليسلي أورغل بأنه حين تتراكم الأخطاء في معلومات دورة البروتين (DNA-RNA) فإن ذاك يؤدي حتما إلى الموت. كما أدركت، من ناحية أخرى، أن العديد من الكائنات تبرمج موتها ذاتيا، وبسبب ذلك تخليت عن فكرة استبعاد الموت. لكن بعد لقائي مع الطبيب والباحث جون كلود آميسين الذي شرح لي أنه مع ظهور الخلايا الجذعية، والأطراف الصناعية، وعلوم الكمبيوتر، والطب التنبؤي، والتدخلات الجراحية في الرحم، أصبح من الممكن الآن أن نطيل الحياة البشرية بشكل ملموس، ولذلك عدت إلى قناعتي الأولى، حتمية الموت.
2-بينما الفيلسوف الارجنتيني إنريكي دوسيل وفي مقال مترجم نشر على موقع كوة بعنوان عندما تتربص الطبيعة بالحداثة المتعجرفة حيث يقول(... إننا نعتقد أننا نشهد لأول مرة في تاريخ الكون والإنسانية أعراض الإنهاك الشديد على الحداثة باعتبارها مرحلة أخيرة من عصر الأنثروبوسين، وهو ما يسنح لنا بإلقاء إطلالة على عصر عالمي جديد، هو عصر الحداثة العابرة، والذي عرضنا لبعض خصائصه في مقالات وكتب أخرى، حيث يتحتم على الإنسانية أن تتعلم من أخطاء الحداثة لولوج عصر جديد للعالم، يفترض علينا خلاله أن نستفيد من ثقافة الموت necro-culture التي سادت خلال القرون الخمسة الأخيرة...)
3 كما أجاب نور الدين أفاية في حوار أجراه معه صلاح بوسريف نشر على موقع كوة وبعنوان برهنت الجائحة أن العقل العلمي هو الملاذ وسبيل على مجموعة من الأسئلة تصب في رأيي في نقس مضمار حيث يقول ما نصه (الخلاص والمؤكد أن هذا الفيروس يشكل حدثا ضخما غير مسبوق، بهوله ومخاطره وما خلقه من زعزعة كلية للاعتيادي واليومي، ومن تغيير في علاقتنا بذواتنا، وبالزمن، وبالمكان، وبالآخر، وبالأوطان.وهو أيضا جائحة كوكبية لا تسمح بالتمييز بين الشعوب والطبقات والأجناس والأديان والثقافات والأفراد. حيرت الأقوياء، وزعزعت القناعات، وشككت في اليقينيات، سواء السياسية، والاقتصادية، والعسكرية وغيرها؛ بل وبهدلت من ما يزال يصر من تجار المُقدس على حشر الدين في تفسير كل الأحداث والظواهر، وعَرَّت شعوذتهم، حتى إن وجد من ما يزال قابلا للتسليم بتعاويذهم.من جهة أخرى برهنت هذه الجائحة على أن العقل العلمي، مهما كانت نقائصه وتجاوزاته، يبقى هو الملاذ وسبيل الخلاص بالنسبة للإنسانية. الكل يشرئب إلى ما يمكن أن تجود به مختبرات البحث من أمصال ووسائل تلقيح لمحاصرة العدوى ومقاومتها وإبعادها.)
الموضوع الثاني:
في رأيي هو ما يمكن أن نجده فيما نشره مراد قواسمي على حلقتين بموقع الأغورا ورابح سبع بموقع Algériecultures.com حيث تناول مراد قواسمي في مقاله الموسوم بتجاريح الكتابة: تدفقات أنهار وإنهمار الأقدار سؤال الكتابة، وهو سؤال يبدو لي مهم من حيث أنه يعيد التفكير ليس في محنة الكتابة كما تم تناول هذه المسألة من قبل ولكن في أن الكتابة هي مسألة تحقق للوجود وذلك مهم كانت صفاته المحمولة ضمن فعل الكتابة نفسها لأنها بإختصار تشكل من خلال ذلك إستمرار الكائن ولذلك يقول قواسمي ما نصه( الكتابة خط وجرح بما هي أثر، بما هي "" تحديد العالم كأثر، أي كانحطاط الصور والرسوم الخيالية"" هي واحدة من علامات الحرج الذي يضعنا في المابين entre deux فيما الذهاب والإياب، بين اتخاذ القرار والرجوع دونه)، وليس ببعيد ولربما لما تم تداوله في إعلاميا في الأسبوع الماضي من خلال بعض التعابير التي أعادت للخطاب الإعلامي كلمة المسودة، أقول ربما أنتبه رابح سبع لدلالة المسودة Brouillon حيث ذكرنا بمفهوم آخر تم تداوله في وقت سابق من القرن الماضي ويتعلق بالطي pli وعليه يقول رابح سبع في معاني المسودة ما نصه
Le paradigme du Brouillon (Une page de brouillon a pour destinée inexorable d’être immanquablement retouchée, raturée, gommée, effacée, froissée, avant d’être, souvent, déchirée. Puis jetée à la poubelle. Une triste destinée en réalité. Comme pour la plupart des pages de brouillon. Et, bien entendu, pour nombre de notions qu’elles promènent dans les pliures de leurs lignes chiffonnées. Des lignes aussi hésitantes que chancelantes. Parfois carrément tordues. C’est peut-être pour ces raisons et d’autres encore, que des mots aussi importants que Culture, Langue et Région sont quasiment absents du corps du Brouillon)
الموضوع الثالث:
نشر بداود عامر مقالا حول مخلوف عامر تناول فيه عامر الشخص وعامر الكاتب وهي شهادة مثلما يعتز بها صاحب المقال أعتز بها ويعتز بها كل مثقف يعرف مخلوف عامر حيث يقول (في كتابه الأخير الموسوم "الرواية الجزائرية في مطلع الألفية الثالثة"، والذي أنجزه بإرادة وشجاعة، رغم ظروفه الصحية الصعبة، قرأ وكتب عن 37 عملا، لـ28 كاتباً وكاتبة، من مختلف الأطياف والتوجهات؛ منتصرا للجيل الجديد، الذي فرض نفسه بجدارة، بعد أن "ظلّت الأسماء المكرّسة تُهيمن على المشهد الأدبي"، أو كما قال، مضيفا: "وقد أثبت هذا الجيل تميُّزه، بعدما أعطوا الأولوية لحضور الذات الكاتبة، وانتقلوا إلى دائرة التجريب الروائي لخلخلة النمط الكلاسيكي في الكتابة الروائية، باعتمادهم تقنيات مستحدثة، كاختيار العنوان والاسترجاع وتداخل الضمائر والمناجاة، وتعدُّد الأصوات وكسر التسلسل الزمني، والسخرية والشعرية والتناص وغيرها".ثم قام بترتيب محتويات هذا الكتاب المهم، بناء على الحرف الأول من لقب الكاتب أو الكاتبة، وليس على المفاضلة بين النصوص، رغم قيمة بعض الأسماء التي تناول أعمالها بالبحث والدراسة. إنه: الناقد الأدبي الكبير مخلوف عامر، أطال الله في عمره؛ الذي يستحق منا جميعا، وهو في مقامه هناك في مدينة سعيدة، تحية إجلال وتقدير واحترام، لكل ما قدمه للأدب الجزائري.) وعلى نفس الطريق نشر أحمد شنيقي في صفحته منشورين خص مخلوف عامر بما قاله
الموضوع الرابع:
يتعلق بما نشره سهيل فرح ومحمد جديدي حول مسألة تتعلق بإستشراف المستقبل خاصة فيما أصبح واضح اليوم للعيان من صراع بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية من جهته سهيل فرح يري بأن( الاحداث الدراماتيكية تتسارع بشكل كبير و موضوع كورونا ما هو إلا حطب في مرجل صراع ملتهب كوكبي الإنتشار وشديد الخطورة ...
تكهناتي القريبة تستشرف ما يلي، و آمل ان اكون على خطأ...
إن حمم البركان التفاعلي الاميركي - الصيني تزداد وتيرة تاكل بعضها للبعض الاخر والحرب المتنوعة العناوين و الاهداف بدأت فعلا ، قد لا تسفر عن غياب بارز للاعب الاميركي عن مسرح الاحداث. ) بينما محمد جديدي فقد أخذ عنوان منشوره حرب النسر والتنين حيث يقول (لا يمثل كوفيد 19 سوى حلقة في سلسلة حرب أمريكا مع الصين وقد زادها اشتعالا منذ انتشار جائحة فيروس كورونا، إنها حرب الريادة والهيمنة على العالم. تجليات هذه الحرب وأدواتها اقتصادية وتكنولوجية، سياسية و "عسكرية". وباختصار فهي حرب شاملة بل إن لها نصيب في مظهرها الثقافي حيث عمدت الصين منذ سنوات إلى تأسيس معاهد كونفوشيوس (مثل معاهد سرفنتيس وغوته) والتي بدأت تعرف انتشارا واسعا وكبيرا لا سيما في آسيا وفي مناطق أخرى من العالم، حيث تم فتحها في أكثر من 154 بلد ولديها أكثر من مليونين وسبع مائة ألف منخرط وتعرف شعبية وإقبالا وهدفها نشر اللغة والثقافة الصينية. )
الموضوع الخامس:
وفي إطار صناعة الصورة وكيف أن العالم يركز على مثل هذه القضايا ليس في جانب إبراز الذات وإنما في صناعة الوعي كتب صديقنا حسن حماد عن الوظيفة الأخلاقية للدراما التلفزيونية نشر ذلك على موقعيين منها موقع البيان الدولي وكان ذلك نقدا لمسلسل الاختيار حيث يقول ( انتابتني فرحة عارمة عندما قرر التليفزيون المصري عرض مسلسل يعرض لملحمة جيشنا المصري العظيم في حربه الطويلة ضد الإرهاب ، وقلت لنفسي أخيرا سنشاهد شيئا) ولكنه يكتشف أن ما كان يآمله لم يتحقق لأسباب متعددة. عدت للتذكير بهذا الموضوع لا لشيء وإنما لأهمية الفن في صناعة إمكانية ولوج ما بعد الوباء من زاوية أن الصين التي نتحدث عنها اليوم وغدا هي نفس الصين التي كانت تشاركنا همومنا وتخلفنا في سنوات القرن الماضي فما الذي جعلها اليوم تخيف العالم وأمريكا؟ صخيخ هناك عوامل ولكن لا يمكننا أن ننكر بأن الصين أعطت للصورة أهمية قصوي في معركة التنمية.
⇓
صور حديث الثلاثاء العدد الثاني
- التفاصيل
- كتب بواسطة: مدير الموقع
- انشأ بتاريخ: 19 ماي 2020